قالت صحيفة لوباريزيان الفرنسية إن الرجل الذي كان قبل أربع سنوات بيده مصائر سبعة ملايين شخص في أجزاء كبيرة من سوريا وحوالي ثلث العراق، لم يعد لديه اليوم بعد إعلان سقوط آخر حصن من دولته سوى قوات ممزقة لا تعرف هي نفسها مكانه.
وقالت الصحيفة إن أبا بكر البغدادي (47 عاما) الذي نجا من غارات جوية عدة والذي تقدم الولايات المتحدة مبلغ 25 مليون دولار لمن يدلّ عليه، استحق الآن لقب “الشبح”، رغم أنه لم يكن –كما تقول الصحيفة- كأسامة بن لادن، الهدف الأساسي للائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة.
من المنبر إلى الصحراء
وتنقل لوباريزيان عن المتخصص في الحركات الجهادية هشام الهاشمي أن البغدادي المريض بالسكري والمصاب مرة واحدة على الأقل والذي أُعلنت وفاته مرات عدة، لم يعد مصحوبا إلا بثلاثة أشخاص، هم شقيقه الأكبر جمعة، وصديق طفولته وسائقه وحارسه الشخصي عبد اللطيف الجبوري، وحامل رسائله سعود الكردي.
ووفق الهاشمي فإن الثلاثة ما زالوا في البادية، تلك المنطقة الصحراوية التي تمتد من وسط سوريا إلى العراق، وهي التي قتل فيها ابنه حذيفة البدري في يوليو/تموز 2018 بعد قصف الكهف الذي كان يختبئ فيه بثلاثة صواريخ روسية موجهة. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها لا تعلم مكان وجود البغدادي في سوريا.
آخر تسجيل في أغسطس/آب 2018
ومنذ ظهوره العلني الوحيد في يوليو/تموز 2014 في مسجد النوري في الموصل، لم يتحدث البغدادي إلا في تسجيلات صوتية، كان آخرها تسجيل له في أغسطس/آب 2018 بعد ثمانية أشهر من إعلان العراق “النصر على داعش”، وقد حث فيه مؤيديه على مواصلة “الجهاد”، حسب الصحيفة.
وفي الآونة الأخيرة، عندما كانت القوى المعادية للجهاد في سوريا تقضي على آخر جيب “لدولة الخلافة”، قال العديد ممن تم إجلاؤهم من الباغوز إنهم تلقوا أمر البغدادي بمغادرة الملجأ، ولكن دون تقديم المزيد من التفاصيل، كما تقول الصحيفة.
ربط بين البعثيين والجهاديين
وختمت الصحيفة بنبذة عن الإمام الذي تحوّل إلى قائد جهادي، حسب وصفها، وقالت إن البغدادي -واسمه الحقيقي إبراهيم عوض البدري- اعتقل لمدة بضعة أشهر عام 2004 بعد أن أنشأ مجموعة جهادية صغيرة أيام الغزو الأميركي للعراق، كما تمكن من الربط خلال بضع سنوات بين الشخصيات البارزة في نظام صدام حسين ومجموعة من الجهاديين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في البداية تعهد بالولاء لزعيم تنظيم القاعدة في العراق أبي مصعب الزرقاوي، ثم أصبح الذراع اليمنى لخليفته أبي عمر البغدادي على رأس ما أصبح “الدولة الإسلامية في العراق”.
وفي عام 2010 تولى المنصب بعد أبي عمر البغدادي تحت اسم أبي بكر البغدادي، واستطاع تنظيمه أن يحل سريعا محل القاعدة، وأن يجذب بنجاحاته العسكرية والدعاية المعدة بعناية الآلاف من المؤيدين من مختلف أصقاع العالم، بحسب لوباريزيان.
الجزيرة