أبدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي استعدادها لترك منصبها قبل الموعد “بهدف فعل ما هو صائب للوطن والحزب”. وجاءت تصريحات ماي أثناء جلسة لمجلس العموم (البرلمان) يعقدها في هذه الأثناء للتصويت على سلسلة من الخيارات، لإنهاء الجمود المتعلق بالخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأضافت ماي أن حكومتها مرت باختبار صعب لوطنها ولحزبها، وأنها كادت أن تصل، وقالت إنها مستعدة لبداية جديدة وبناء مستقبل أكثر إشراقا، بحسب تعبيرها.
لكن ماي -التي تعرضت لضغوط متزايدة للاستقالة- عادت وأكدت أن من الضروري إكمال المهمة التي بين يدي الحكومة، وطلبت من كل النواب تأييد اتفاق الخروج من الاتحاد حتى إتمام ما وصفته بالواجب التاريخي بتنفيذ قرار الشعب البريطاني، والانسحاب من الاتحاد الأوروبي بطريقة سلسة ومنظمة.
لجنة تنظيمية
وقالت مراسلة الجزيرة بلندن مينة حربلو إن ماي مثلت أمام اللجنة التنظيمية لحزبها -حزب المحافظين الحاكم- لمواجهة المناوئين لها الذي عارضوا خطتها للخروج من التكتل الأوروبي، وتعهدت ماي بالاستقالة في حالة دعم المتمردين من نواب حزبها لخطتها.
وفضلا عن حزبها الحاكم، لم تستطع رئيسة وزراء بريطانيا حتى الآن إقناع نواب الحزب الوحدوي الإيرلندي بالتصويت لفائدة خطة الخروج، إذ يفضل نواب الحزب الإيرلندي -الذي يدعم الحكومة- تأجيل موعد الخروج عوض خطة ماي في صيغتها الحالية.
من جانب آخر، دعا زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن رئيسة الوزراء إلى الإجابة عن سؤاله المتعلق بما إذا كانت ستقبل نتيجة تصويت البرلمان على خيارات بديلة كطريق تفاوضي جديد بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، وقال كوربن إن البلاد بأسرها تنتظر ذلك.
ثمانية خيارات
وقالت مراسلة الجزيرة إن البرلمان البريطاني يناقش ثمانية خيارات حددها رئيس البرلمان جون بيركو بالتشاور مع أعضاء المجلس، وتشمل الخيارات بدائل عديدة عن خطة ماي، كانت رئيسة الوزراء تعتزم طرحها للتصويت في البرلمان للمرة الثالثة بعد رفضتها في مرتين.
ومن المتوقع أن يحصر النواب البريطانيون نقاشهم اليوم في خيارين فقط، ليجري التصويت عليهما اليوم بحلول التاسعة ليلا بتوقيت غرينتش.
ويحاول المشرعون البريطانيون إيجاد صيغة معينة لاتفاق يتيح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي في الوقت المحدد في 22 مايو/أيار المقبل، وهو الموعد الذي حدده الاتحاد منتزعا بذلك السيطرة على موعد الخروج بعيدا عن حكومة ماي، كما انتزع اليوم البرلمان البريطاني السيطرة على مسار عملية البريكست ليوم واحد فقط.
وفي سياق متصل، دعا رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك اليوم البرلمان الأوروبي إلى أن يكون منفتحا على إمكانية تأجيل البريكست لفترة طويلة إذا رغبت لندن في إعادة التفكير في إستراتيجية الخروج، وأضاف توسك “لا يمكن أن نخون ثقة ستة ملايين بريطاني وقعوا عريضة تطالب بإلغاء خروج بلادهم من الاتحاد”.
المصدر : الجزيرة,الفرنسية