عندما بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») يخسر أراضيه في العراق وسوريا في ربيع عام 2015، شملت المخاوف الكبرى بالنسبة لأولئك الذين يحللون الحركة الجهادية العالمية الأوسع نطاقاً احتمال أن يشنّ المقاتلون الأجانب العائدون أعمال عنف وأن يستفيد تنظيم «القاعدة» من نكسات «داعش». وفي هذا الإطار، يسعى هذا المقال إلى معالجة القلق الأخير، لكن ضمن سياق تونس. ويرجع ذلك لأن هناك لغزاً يستحق تسليط الضوء عليه وهو: إذا كان هناك إجماع في مجال الدراسات الجهادية ينظر إلى تنظيم «القاعدة» على أنه متفوّق، فلماذا لم يتمكن الفرع التونسي لـ تنظيم «القاعدة»، أي “كتيبة عقبة بن نافع” (“الكتيبة”)، من التغلب على شبكة «داعش» في تونس ليصبح حامل راية الحركة في تونس؟ وفيما يتعلق بذلك، سوف يوضح المقال أيضاً سبب عدم تمكّن “كتيبة عقبة بن نافع” من الاستفادة من نجاحات “أنصار الشريعة” – الفرع السابق لتنظيم «القاعدة» في تونس. وفيما يتخطى حلّ هذا اللغز، لم يُكتب سوى القليل حول “كتيبة عقبة بن نافع”، حيث ذُكرت بشكل مقتضب في مقالات تتحدث عن تنظيم «القاعدة» أو كملاحظة جانبية عند مناقشة تنظيم «الدولة الإسلامية» في تونس. لذلك، سيساعد هذا المقال في سد فجوة نوعية مهمة في الكتابات المتعلقة بالجماعات الجهادية. كما يسعى إلى تقصي [المعلومات عن] “كتيبة عقبة بن نافع” بطريقة أكثر شمولية من خلال الغوص في تفاصيل تأسيسها وتطورها مع مرور الوقت، بناءً على عدد من المصادر الأولية – التي لم تحظَ باستكشاف كافٍ أو لم تُستكشف بعد – من “كتيبة عقبة بن نافع” وتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
معهد واشنطن