الحرس الثوري “إرهابي”.. حقيقة لم تستوعبها طهران

الحرس الثوري “إرهابي”.. حقيقة لم تستوعبها طهران

طهران – على وقع الضغوط المسلطة على النظام الإيراني من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تعهد بوضع حد لتجاوزاتها ووقف أنشطتها التخريبية في المنطقة، تسعى طهران إلى الظهور في صورة الضحية والتسويق لذلك داخليا بعد أن كُشفت حقيقتها للمجتمع الدولي.

وفي هذا السياق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس إن القوات المسلحة الإيرانية لا تشكل تهديدا لأي دولة في المنطقة، جاء ذلك بمناسبة يوم الجيش في استعراض عسكري للكشف عن أحدث عتادها العسكري.

وأضاف روحاني “أريد أن أقول لدول المنطقة إن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست ضدكم أو ضد مصالحكم الوطنية. إنها تقف ضد الغزاة… السبب الجذري لمشكلاتنا هو النظام الصهيوني والإمبريالية الأميركية”.

كما وصف روحاني تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري منظمة إرهابية بأنه عمل “بغيض” و”إهانة” لإيران.

ويرى مراقبون أن تصريحات الرئيس الإيراني لا تمت للواقع بصلة، مؤكدين أن تحركات طهران في المنطقة تعد الخطر الأساسي والأكبر إن لم يكن الوحيد الذي يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط.

وأضافت المصادر ذاتها أن تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية سيشل حركتها في المنطقة وعملية دعمه لميليشيات مسلحة تابعة له في أكثر من دولة عربية.

وللمرة الثانية يخرج الرئيس روحاني للتنديد بهذا التصنيف الأميركي، في إشارة قوية لمدى تأثير هذه العقوبات على النظام في طهران.

وفي محاولة يائسة لاستمالة دول الشرق الأوسط، دعا حسن روحاني الخميس الدول المجاورة لإيران إلى “طرد الصهيونية”، مؤكدا أن “جذور مشاكل المنطقة” تكمن في “الغطرسة” الأميركية والإسرائيلية.

وقال في كلمته بمناسبة يوم الجيش إن “أمم المنطقة عاشت جنبا إلى جنب على مدى قرون بدون أي مشكلة أبدا”.

وأضاف أن “القوات المسلحة الإيرانية لن تكون أبدا ضدكم أو ضد مصالحكم الوطنية. قواتنا المسلحة تقف في وجه المعتدين”، متوجها بكلامه إلى “شعوب المنطقة والدول المجاورة والأمم الإسلامية”.

تشير التقديرات إلى أن الحرس الثوري يضم 125 ألف فرد ويشمل وحدات عسكرية وبحرية وجوية، يرضخون لإمرة المرشد الأعلى، كما يقود “الباسيج” وهي قوات متطوعين شبه عسكرية بالإضافة إلى أنه يسيطر على البرامج الصاروخية الإيرانية.

وتزعم إيران أن الهدف المعلن من إنشاء الحرس الثوري هو حماية نظام الجمهورية الإسلامية، لكن تحولت هذه الأهداف إلى محاولة لتوسيع نفوذها وبسط سيطرتها في المنطقة والتدخل في شؤون الدول المجاورة، وسبق أن أقر قاسم سليماني قائد فيلق القدس بأن الحرس الثوري يسيطر على أربع عواصم عربية هي صنعاء وبيروت وبغداد ودمشق.

ومواصلة ترامب سياسة الضغط تجاه إيران وأمام تمسك النظام بعدوانيته ورعايته للإرهاب، رأى صقور الإدارة الأميركية في تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية حدًّا من أنشطتها العدوانية.

ويعكس إقرار العقوبات على إيران وتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، مدى التزام ترامب بتعهداته حيال هذا الملف الذي يعدا خطرا كبيرا يتهدد المنطقة والعالم.

وتسود حالة من التخوف والارتباك المشهد السياسي في إيران على خلفية تصنيف الولايات المتحدة الحرس الثوري كمنظمة إرهابية.

ويحاول النظام في إيران بعد سلسلة العقوبات الأميركية امتصاص الصدمة وتخفيف الضغوط عليه بعد تفاقمها خاصة على اقتصاد البلاد المنهك إثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

العرب