كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماعه مع الحكومة الفلسطينية يوم الاثنين، عن تردد العرب في توفير شبكة حماية في ظل الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية.
وظهر على الرئيس عباس خيبة أمل من التردد العربي بتوفير الدعم المالي، وهو الأمر الذي يرى فيه بعض المراقبين مؤشرا أيضا على خيبة أمل فلسطينية من الموقف العربي من صفقة القرن.
وتحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال جلسة الحكومة التي كانت تبث مباشرة على الهواء، عن طلبه الأخير بشأن شبكة الأمان العربية، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل أسبوع بالقاهرة، قبل أن يتوقف عن الحديث عندما علم أنه على الهواء مباشرة.
وقال الرئيس عباس في حديثه: “طلبنا من الأشقاء العرب شبكة أمان مالية 100 مليون دولار في الشهر، لكننا غير متفائلين”. وأضاف: ”قلنا لهم دين، قرضة حسنة، يعني أعطونا بنعطيكم، ولما ترجع إسرائيل الفلوس، بنعطيكم الدين، لكن حتى دين ما أجانا جواب”.
واستدرك بالقول: “لم يأتنا جواب بعد، لا نعلق آمالا كثيرة، لكن إن شاء الله بيصير شي، وعلينا أن نتحمل ونصبر”.
وفي هذا السياق قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، ماجد الفتياني في حديث مع “القدس العربي” إن “كلام الرئيس واضح، ولا يحتاج إلى توضيح، ولا نريد أن ندخل بكثير من التفاصيل”. وأضاف أن “المطلوب من العرب موقف أكثر جدية في ظل ما يحاك ضد القضية الفلسطينية”.
من جهته، قال المحلل السياسي، أحمد رفيق عوض، في حديث مع “القدس العربي” إنه “من الواضح أن هناك خيبة أمل لدى الرئيس من الموقف العربي”. وأضاف: “الدعم المالي العربي وغيره مال سياسي، ومرتبط بالأساس بالقضايا السياسية والتسويات ومدى الرضا الأمريكي والغربي عنه، دون أن يكون هناك توافقات وموافقات لن يكون هناك دعم للفلسطينيين”.
وأوضح أن هذه الخيبة المالية لا شك تنطبق على الخيبة السياسية، وهذا يزيد المخاوف من إمكانية انخراط العرب في صفقة القرن لتوفير التغطية السياسية والمالية لها.
“التعليقات السرية والعلنية التطبيعية للعرب تعطي مؤشرا آخر حول الموقف العربي السلبي تجاه الفلسطينيين وتقبلهم للصفقة “.
وتابع: “التعليقات السرية والعلنية التطبيعية للعرب تعطي مؤشرا آخر حول الموقف العربي السلبي تجاه الفلسطينيين وتقبلهم للصفقة “.
وتعاني السلطة الفلسطينية من أزمة مالية خانقة، بعد ازمة اقتطاع إسرائيل أموال المقاصة الفلسطينية، حيث لم تعد السلطة قادرة على دفع كامل رواتب موظفيها منذ 3 اشهر.
ويقول الفلسطينيون إنهم يعانون من حصار مالي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، لدفعها نحو القبول بصفقة القرن المزمع طرحها في حزيران المقبل، ويرفضها الفلسطينيون.
وفي الإطار، قال المحلل السياسي، الدكتور غسان الخطيب، في حديث مع “القدس العربي” إن خطاب الرئيس يجسد الواقع، حيث حافظ بعض العرب على تقديم المساعدات مثل الجزائر السعودية الكويت والبعض الآخر لم يعد ملتزما، وكان الرئيس يطمح الى أكثر من ذلك”.
وأوضح “أن الدول العربية منشغلة في ظروفها الداخلية، وهذا يدفعنا للاعتماد أكثر على النفس”.
وأشار إلى أن “الموقف العربي في جوهره السياسي لم ينقلب ولم يتغير، خاصة فيما يتعلق بقضية الحل الذي يوافق عليه الفلسطينيون، لكن حدث تراجع بقدرة العرب على تقديم الدعم السياسي، اضافة الى تراجع سلبي في موقف بعض الدول العربية غير الوازنة والتي انخرطت بالتطبيع”.
القدس العربي