تظاهر العشرات من أبناء مدينة البصرة (في أقصى جنوب العراق)، مساء أمس الأربعاء، أمام القنصلية الكويتية في المدينة الغنيّة بالنفط، احتجاجا على «تطاول» شخصية محلية كويتية على نساء البصرة، الأمر الذي دفع المحتجين إلى إنزال العلم الكويتي عن ساريته في مبنى القنصلية.
يشار الى أن ضابط شرطة من قبيلة العوازم قام قبل أعوام بقتل إعلامية كويتية بسبب اتهامها لنساء من قبيلة العوازم بالعمل كراقصات، وبعد موافقة أهل الضحية مؤخرا على قبول دية بملايين الدولارات كشرط للتنازل عن المجرم أطلقت قبيلته قبل أيام قليلة حملة كبرى لجمع تبرعات، وخلال حفل لتشجيع أبناء القبيلة على التبرع قال زعيم قبيلة العوازم فلاح بن جامع «ليس لدينا راقصات، وإنما الراقصات قدمن من البصرة».
وعلمت «القدس العربي» من مصادر متطابقة (صحافية، وشهود عيان) بأن العشرات من أهالي المدينة نظموا مسيرة احتجاجية انطلقت من ساحة الزعيم عبد الكريم قاسم، حتى مبنى القنصلية الكويتية في منطقة الكورنيش وسط المدينة، حيث تجمعوا هناك.
وطبقا للمصادر فإن المتظاهرين، رددوا هتافات تندد بالإساءة إلى نساء البصرة، وطالبوا باعتذار رسمي من الكويت لأهالي المحافظة عموما، ولنسائها على وجه الخصوص. وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها (إذا كان دارك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجر).
وأقدم المتظاهرون على إنزال العلم الكويتي من سارية القنصلية، قبل أن يعيدوه إلى مكانه من دون المساس به.
وعلى إثر ذلك، كثّفت القوات الأمنية والعسكرية من وجودها في محيط مبنى القنصلية، واتخذت إجراءات أمنية مشددة في منطقة كورنيش شط العرب، بقيادة قائد شرطة البصرة الفريق رشيد فليح.
واستمرت التظاهرة الاحتجاجية لحين إصدار وزارة الخارجية بيانا يوضّح موقفها من «الإساءة» لنساء البصرة، الأمر الذي دفع المتظاهرين إلى الانسحاب من أمام مبنى القنصلية، متوعدين بـ«التصعيد» حال عدم تقديم الكويت اعتذارا رسميا.
وحسب المصادر، فإن المتظاهرين أكدوا أنهم سيجددون تظاهرتهم اليوم الخميس، حال عدم تقديم اعتذار رسمي من الجانب الكويتي الى العراق والشعب البصري، مبينة أنهم متواصلون مع قائد الشرطة بهذا الشأن.
الناشط المدني محمد الوائلي قال لـ«القدس العربي»، إن «الوضع في البصرة متشنج والشارع البصري متوتر بسبب التصريحات الخطرة التي صدرت أخيرا من الجانب الكويتي»، مبينا أن أعضاء البرلمان من محافظة البصرة «استنكروا التصريح السافر بحق النساء العراقيات بصورة عامة ونساء البصرة على وجه الخصوص».
وعن الجهة الداعمة للتظاهرات، أكد الوائلي أن «الجهة الداعمة للشخوص الذين خرجوا في التظاهرة غير معروفة، حتى الآن (وقت إعداد التقرير)».
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية متابعتها باهتمام بالغ لما تم تناوله من كلام «يسيء» للمرأة العراقية.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان، إنه «ينبغي أن تتقارب شعوبنا أكثر في هذا الظرف الحسّاس، وعلينا الابتعاد عن مسببات التفرقة والأحقاد».
وأضاف أن «الوزارة تتابع باهتمام بالغ ما تناولته وسائل الاعلام من كلام يسيء للمرأة العراقية، وفعلنا الدبلوماسي مستمر مع الجانب الكويتي».
وفي بيان آخر، قال الصحاف إنه «سيتم الاعتذار الى الشعب العراقي من قبل الشخص المسيء للمرأة العراقية»، من دون ذكر مزيد من التفصيلات.
القدس العربي