تعد إيران من أكثر الدول التي تتعرض لعقوبات حاليا، ومع ذلك لا تزال أميركا تشدد من عقوباتها عليها بهدف تغيير سلوكها كما يقول المسؤولون الأميركيون “وليس تغيير نظامها”، وفي خضم ذلك يترقب العالم رد فعل إيران والتداعيات الأخرى للتوتر بين الجابين.
ورد ذلك في تحليل للكاتبة كاثي غيلسين بمجلة ذي أتلانتك الأميركية، استعرضت فيه تسلسل العقوبات الأميركية على إيران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي العام الماضي وحتى هذا الأسبوع، إلى جانب المتوقع من ردود الفعل الإيرانية، وتحديد المستفيدين من هذه التوترات والخاسرين.
رد الفعل الإيراني المتوقع
تقول غيلسين: حتى الآن اقتصرت ردود فعل طهران على الوعيد وهددت بالانسحاب من الاتفاق النووي، مما يعني احتمال إعادة تشغيل برنامجها النووي، كما هددت بإغلاق مضيق هرمز، وهي خطوة ربما تدفع واشنطن إلى رد عسكري.
وتضيف الكاتبة أن هناك مؤشرات على تغيير السلوك المطلوب، فقد طرح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف فكرة تبادل الأسرى في زيارة قام بها مؤخرا لنيويورك.
وقالت أيضا إن العقوبات أثرت كثيرا على الاقتصاد الإيراني وعلى ما يحصل عليه وكلاؤها في سوريا ولبنان واليمن من دعم، لكن لا يوجد ما يشير حتى اليوم إلى تأثر أنشطة الحرس الثوري الإيراني تأثرا خطيرا.
وعلى المستوى الدولي تشكو الشركات الدولية من فرص الاستثمار الضائعة في إيران، لكن وعلى صعيد أسواق النفط فإن ما قالته واشنطن بأنها لن تتأثر بالاضطراب الجاري قد ثبتت صحته.
من المستفيد؟
هلل حلفاء أميركا بالمنطقة، إسرائيل والسعودية والإمارات، بحملة الضغط القصوى الأميركية باعتبارها مهمة لأمنهم، كما من المتوقع أن تجني دول الخليج النفطية فوائد إذ ستتمكن من بيع المزيد من النفط الخاص بها لتعويض النقص من إيران.
والمستفيدون الآخرون، وفقا للكاتبة، هم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمهربون والمحامون. وتضيف أن واشنطن ربما لا تحصل على استجابة إيرانية للمطالب الـ12 من إيران والتي أعلنها وزير خارجيتها مايك بومبيو، لكنها في الوقت نفسه ستكون سعيدة من حرمان طهران من المال، إذ يرى المسؤولون الأميركيون أن كل دولار لا يتدفق إلى إيران هو دولار لا يستطيع النظام إنفاقه على “الإرهاب” أو الصواريخ.
وقالت غيسلين رغم أن لإيران خبرة طويلة وجيدة في التهرب من العقوبات الأميركية مثل إخفاء الأموال التي تحصل عليها من البيع غير الشرعي بواسطة الشركات التابعة للحرس الثوري، فإنه ومع تزايد العقوبات وتعقيدها، سيزداد امتثال إيران للطلبات الأميركية.
المصدر : أتلانتك