تسبب التصعيد العسكري الإسرائيلي الكبير على قطاع غزة في تعطيل الدراسة في كافة المدارس والجامعات، رغم اقتراب امتحانات المدارس النهائية، وتقديم طلبة الجامعات الامتحانات النصفية، كما تسبب التصعيد في “قتل” فرحة السكان المحاصرين بحلول شهر رمضان، حيث يخشون من تكرار سيناريو العام 2014.
وأجبر الطلبة في قطاع غزة، بمن فيهم طلبة الثانوية العامة الذين كان من المفترض أن يتقدموا اليوم الأحد لتقديم الامتحان العملي في مادة التكنولوجيا، على البقاء في منازلهم، بعد صدور قرار من وزارة التربية والتعليم، بإغلاق المدارس، خشية على حياتهم بسبب التصعيد العسكري الإسرائيلي العنيف، والذي طال كافة مناطق القطاع.
كذلك لم يتمكن طلبة الجامعات التي أوصدت أبوابها من التقدم لما تبقى من اختبارات نصف الفصل الدراسي، حيث جاءت عملية التصعيد الحالية مع اقتراب تقديم طلبة المدارس لامتحاناتهم النهائية، والمفترض أن تبدأ منتصف الشهر الجاري، أي بعد عشرة أيام فقط.
وبالعادة تخصص المدارس هذه الفترة المتبقية من الدوام المدرسي، من أجل إجراء عمليات مراجعة شاملة للمنهاج الدراسي، وهو ما من شأنه أن يؤثر على التحصيل العلمي لهم.
وسبق وأن ألغيت امتحانات لطلبة قطاع غزة بسبب الحرب الأولى على القطاع، في نهايات ديسمبر من عام 2008، والتي بدأت إسرائيل بشنها مع بداية تقدم الطلبة لامتحانات الفصل الدراسي الأول.
في المقابل تواصل العمل في باقي المؤسسات الحكومية في قطاع غزة، وفقا لخطط الطوارئ الموضوعة مسبقا، وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية في القطاع سيكون وفق خطط الطوارئ المعتمدة في كل مؤسسة، وأوضح أن العمل داخل الوزارات والمؤسسات الحكومية سيضمن تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، على أن تقوم فرق العمل في كافة القطاعات بدورها في حصر أضرار العدوان، وتقديم الخدمات العامة والمساعدة العاجلة للأسر المتضررة.
كما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” انتظام العمل في كافة مراكزها، باستثناء العملية التعليمية.
يشار إلى أن عملية التصعيد العسكري الإسرائيلية الحالية، التي بدأت السبت، جاءت قبل يومين فقط من حلول شهر رمضان، الذي يبدأ غدا الاثنين أول أيامه، والذي يستعد فيه سكان القطاع كباقي المسلمين لاستقبال هذا الشهر الفضيل بطقوس خاصة.
وتعيد هذه العمليات العسكرية للذاكرة، تلك المشاهد التي كانت قائمة خلال الحرب الأخيرة على القطاع صيف عام 2014، والتي دامت لـ51 يوما، والتي بدأتها إسرائيل أيضا خلال شهر رمضان، واستمرت إلى ما بعد انتهاء الشهر الفضيل وعيد الفطر.
خشية من تكرار سيناريو 2014 وقت السحور والإفطار
وعبر الغزيين عن غضبهم بسبب حلول الشهر على وقع عملية التصعيد العسكرية الإسرائيلية الكبيرة.
وتخشى صباح وهي ربة منزل تقطنه برفقة زوجها وأبنائها وبينهم من هم في مرحلة الطفولة وأخرين من طلبة الجامعات، أن يحل الشهر على وقع الغارات الجوية، وأن يستبدل آذان الفجر إيذانا ببدء الصيام، وآذان المغرب إيذانا بالإفطار، بأصوات الصواريخ التي تنهال على القطاع، وتقول هذه السيدة لـ”القدس العربي”، إن مشاهد الحرب الأخيرة لا تزال في مخيلة جميع أفراد عائلتها، التي عاشت كباقي سكان القطاع، آلام الحرب والخوف.
وبدا ذلك الأمر في تعليقات مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب حسام جمعة تدوينة على موقع “فيسبوك” جاء فيها “قطاع غزة يستقبل أجواء رمضان بالقصف والحرب اللهم سلم”، وقد وضع صورة لمجسم هلال شهر رمضان مضاء بالأنوار، قد وضع في أحد الميادين العامة قبل أيام، في إطار الاستعدادات للشهر الفضيل، وأخرى لذات المجسم بعد أن فقد الأضواء وتضرر بشكل كبير، بسبب قصف إسرائيلي قريب من المكان.
وكتب شاب آخر يدعى أحمد تدوينة جاء فيها: “شكلوا رمضان 2014 بيعيد (يعيد) نفسه للمرة الثانية بـ2019، اللهم سلمنا”، فيما كتب آخر تدوينة، يقول فيها: “غزة ليست بخير، على أعتاب شهر الخير”.
القدس العربي