العودة إلى الهدوء.. مقدمة لاتفاق تهدئة أم لمعركة أوسع في غزة؟

العودة إلى الهدوء.. مقدمة لاتفاق تهدئة أم لمعركة أوسع في غزة؟

عادت حماس وإسرائيل الى مربع الهدوء بعد جولة دامية من القتال استمرت ثلاثة أيام، وسط تقديرات بأن التفاهمات لن تطول في ظل غياب حلول واضحة للقطاع.

ونجح الوسيط المصري بإقناع الطرفين بالعودة الى تفاهمات الهدوء ما قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، مقابل ادخال بعض التسهيلات للقطاع، بيد أن التقديرات تشير الى ان تفجر جولة أخرى أشد، مسألة وقت في ظل عدم إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة طويل المدى خلال المرحلة الحالية.

وقال المحلل السياسي، أكرم عطالله، في حديث مع “القدس العربي”، انه لا يوجد اتفاق جديد بل أعيد التأكيد على التفاهمات السابقة التي نجح الوسيط المصري بصياغتها في الجولة الماضية ، لذلك ما زلنا ندور في نفس الحلقة وهي سياسة إسرائيلية تقوم على المراوحة بالمكان.

“لا يوجد اتفاق جديد بل أعيد التأكيد على التفاهمات السابقة التي نجح الوسيط المصري بصياغتها في الجولة الماضية ، لذلك ما زلنا ندور في نفس الحلقة وهي سياسة إسرائيلية تقوم على المراوحة بالمكان.”

وأضاف “الأداء العالي والكبير للفصائل من قوة تصدي ورد على الهجمات الاسرائيلية لا يتناسب مع ما وقع من تفاهمات تدور في مجملها حول قضايا انسانية، تريد إسرائيل بالأساس للفلسطيني ان يبقى يبحث عنها”.

وأشار الى ان ” البنود التي تمت صيغاتها والتي أعيد التأكيد عليها لا ترتقي لمستوى تهدئة طويلة المدى ولا لمطالب حماس، لذلك اي اتفاق بعيد المدى يحتاج الى بنود مختلفة، بالتالي الحديث عن تقديم تسهيلات لا يساهم في انهاء سبب الانفجارات المتكررة بالقطاع”.

وتابع، “ما يقدم ما زال ضمن العلاجات المؤقتة لتسيير المرحلة الى حين تغير المناخات لتبرر إسرائيل حجم التنازلات ولتبرر حماس لماذا قبلت في هذا الاتفاق؟ الذي سيقود في نهاية المطاف الى اتفاق سياسي والى انفصال غزة عن الضفة الغربية.”

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ان المعركة مع حركتي حماس والجهاد لم تنته بعد.

وأضاف في تصريح ردا على الانتقادات التي تعرض لها من قبل مسؤولي أحزاب في اسرائيل اتهموه بالرضوخ لحماس، “ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة، وهاجمنا أكثر من 350 هدفا، المعركة لم تنته وتتطلب منا الصبر والحكمة”.

وتابع قائلا “لقد فهمت حماس والجهاد الإسلامي أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وبالتالي توقفت عن إطلاق النار بمبادرة منها”.

وشنت اسرائيل ثلاثة حروب دامية على القطاع آخرها عام 2014، حيث تم التوصل الى اتفاق تهدئة في حينها ولم تلتزم إسرائيل بالاتفاق.

وتتهم السلطة الفلسطينية حماس بأنها تريد توقيع اتفاق تهدئة مع إسرائيل، من شأنه ان يكرس انفصال غزة عن الضفة الغربية، ضمن توجهات صفقة القرن الأمريكية المزمع طرحها في شهر حزيران المقبل، والتي تقوم على انشاء دويلة في قطاع غزة وحكم ذاتي بالضفة، وفق تسريبات صحافية وتصريحات لمسؤولين في السلطة الفلسطينية.

وفي الاطار، يرى المحلل السياسي الدكتور ايمن يوسف، في حديث مع “القدس العربي، ان التدخل المصري نجح لأن هناك رغبة اسرائيلية بعدم توسيع دائرة المواجهة، لذلك طلبوا من المصريين التدخل واقناع فصائل المقاومة بالتوقف والعودة الى التفاهمات الاخيرة.

واضاف نتنياهو يريد استغلال هذه الواقعة للدفع نحو تشكيل حكومته اليمينية المتطرفة بإقناع الاحزاب المتشددة بالانضمام اليه.

وبين ان التهدئة غير مستقرة وفي اي لحظة ستتفجر الأوضاع خاصة اذا ما أقدمت إسرائيل على بعض الابتزازات او الاغتيالات، اضافة الى ان هناك رغبة لدى بعض فصائل المقاومة بالاستمرار بالمعركة حتى يكون هناك تفاهمات واضحة.

ويرى يوسف انه من المبكر الحديث عن امكانية لتوصل الى اتفاقية تهدئة طويلة المدى، حيث لم تنضج بعد الظروف لتوقيع اتفاق.

وقال يوسف: “في حال فشل نتنياهو بتشكيل حكومة وفق تصوره سيقدم على حرب أوسع على القطاع لإظهار قوته واقناع الاحزاب بالانضمام اليه ، لكن لن ينجر نحو عملية واسعة يتخللها اقتحام حدود القطاع”.

القدس العربي