اتهم تحالف قوى الحرية والتغيير الشرطة بمنع وصول الطعام إلى المعتصمين بالخرطوم، في محاولة لفض الاعتصام. ودعت قوى المعارضة إلى تصعيد الاحتجاجات، بينما تأجلت المحادثات بين المجلس العسكري الانتقالي وممثلي المعارضة إلى يوم غد الاثنين.
وقالت قوى التغيير في بيان إن قوات تابعة للشرطة العسكرية و”فلول” نظام الرئيس المعزول عمر البشير منعت وصول مياه الشرب والثلج والطعام إلى ساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش، واصفة هذه الإجراءات “التعسفية” بأنها جزء من مخطط ومحاولات عدة لفض الاعتصام، ومؤكدة أنها لن تسمح بذلك.
ولوحت القوى باللجوء إلى خيارات أخرى للتصعيد السلمي، ودعت المواطنين للخروج في مواكب والتوجه إلى ساحة الاعتصام للدفاع عنه وإمدادهم بالاحتياجات الغذائية.
وأضافت أن غدا الاثنين سيشهد مواكب مسائية من الأحياء، وأن الثلاثاء مخصص للتصعيد النقابي ومواكب المهنيين والدعاية للإضراب العام.
وفي وقت سابق اليوم، تصاعدت الأوضاع في محيط ساحة الاعتصام، وأغلق المعتصمون شارع النيل من أجل مزيد من الضغط على المجلس العسكري، مما أدى إلى ازدحام مروري واختناق وسط الخرطوم، بينما انتشر عناصر من الجيش وقوات الدعم السريع.
في الجانب الآخر، نفى المجلس العسكري صحة الأنباء التي تحدثت عن فض الاعتصام، مشددا على أن ما يجري خارج منطقة الاعتصام شأن آخر يستوجب الحسم. كما دعا المجلس الجهات المختصة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة “تطبيعا لحياة المواطنين وحفاظا على أمنهم وسلامتهم”.
تأجيل المحادثات
وتترقب الأوساط السودانية اجتماعا بين المجلس العسكري وقوى التغيير غدا لمناقشة القضايا الخلافية حول ترتيبات الفترة الانتقالية، حيث قالت الأخيرة في بيان إن أي اجتماع مع المجلس يجب أن يكون حاسما للقضايا الخلافية.
وكشف المجلس العسكري أن قوى التغيير طلبت منه إرجاء اجتماع كان مقررا بينهما اليوم إلى الغد، وذلك بعد طلب سابق بتأجيله من أمس إلى اليوم، معربا عن تفاؤله بتحقيق تقدم في المباحثات يجنب البلاد مزيدا من الأزمات.
من جهة أخرى طالبت أحزاب سياسية المجلس العسكري بإعادة تفعيل العمل بدستور عام 2005 وإطلاق سراح الأسرى وإلغاء قانون النظام العام.
اعتصام الكهرباء
وفي سياق آخر، قال شهود عيان إن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المدمع لتفريق مئات المعتصمين من فنيين وعمال داخل الإدارة العامة للكهرباء، مما أصاب بعضهم باختناق فتم نقلهم إلى المستشفى.
وأغلق المحتجون شارع الجامعة في الخرطوم بسيارات الصيانة التابعة للكهرباء، ورفعوا لافتات تدعو إلى الاهتمام بالعاملين في قطاع الكهرباء. كما هتفوا بشعارات تنادي بتسليم السلطة في البلاد لحكومة مدنية.
وذكر الشهود أن أفرادا من الجيش تصدوا لقوات الشرطة لحماية المعتصمين، مما أدى إلى تراجع عناصرها.
وطالب المعتصمون بمحاسبة المسؤولين عن قطاع الكهرباء وأن يوضحوا للشعب أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ليس مسؤولية العمال، وإنما بسبب عجز يعانيه السودان، حيث يحتج معتصمون آخرون في الشوارع تنديدا بانقطاع التيار.
المصدر : الجزيرة + وكالات