استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري وقيادة الاحتجاجات في السودان

استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري وقيادة الاحتجاجات في السودان

الخرطوم – تستأنف الأحد المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي في السودان وقيادة الاحتجاجات بشأن نقل السلطة إلى المدنيين، بعد إعلان المجلس انتهاء الفترة التي حددها سابقا والمتعلقة بتعليق المحادثات مع قوى إعلان الحرية والتغيير التي أكدت من جهتها قبول دعوة الجيش والمشاركة في مسار تفاوض جديد.

وقال ساطع الحاج، عضو لجنة التفاوض من جانب قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية المعارضة، السبت، إن قوى التغيير ستشارك الأحد في المفاوضات مع المجلس العسكري السوداني وذلك بعد أن تسلموا دعوة رسمية من المجلس باستئنافها.

وأضاف الحاج بأنهم سيدخلون التفاوض برؤية موحدة بشأن نقطتي الخلاف القائمتين والمتصلتين بنسب المشاركة في المجلس السيادي ورئاسة المجلس.

وكان المجلس العسكري الانتقالي في السودان أعلن في وقت سابق السبت استئناف المفاوضات مع قوى الحرية والتغيير الأحد بالقصر الرئاسي للاتفاق النهائي حول انتقال السلطة للمدنيين، بعد تعليقها لثلاثة أيام من جانب أحادي.

ويذكر أن رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح برهان أعلن الخميس تعليق التفاوض مع قوى الحرية والتغيير لثلاثة أيام تنتهي السبت، ووضع شروطا لاستئنافها، من بينها إزالة الحواجز عن الطرقات الرئيسية وفتح مسار السكك الحديدية.

وكانت مفاوضات بين العسكريين وقادة الاحتجاج أحرزت تقدّما مهما منذ الاثنين، لكنّ أعمال عنف وقعت في اليوم نفسه في محيط موقع الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش أودت بخمسة متظاهرين وضابط جيش.

لجنة التفاوض من جانب قوى إعلان الحرية والتغيير تدخل مسار التفاوض برؤية موحدة بشأن نقطتي الخلاف القائمتين

والاثنين تم الاتفاق على فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات وتشكيل ثلاثة مجالس للسيادة والوزراء والتشريع لحكم البلاد خلال هذه الفترة. إلا أن المجلس العسكري علّق الأربعاء المباحثات لمدة 72 ساعة، معتبرا أن الأمن تدهور في العاصمة حيث أقام المتظاهرون متاريس في شوارع عدة، ودعا الى إزالتها.

وبحسب لجنة الأطباء المركزية التابعة لحركة الاحتجاج، وقع الأربعاء إطلاق نار مجددا في محيط موقع الاعتصام ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح.

ودعا رئيس المجلس العسكري الفريق عبدالفتاح برهان المتظاهرين إلى “إزالة المتاريس جميعها خارج محيط الاعتصام”، وفتح خط السكك الحديدية بين الخرطوم وبقية الولايات ووقف “التحرّش بالقوات المسلّحة وقوات الدعم السريع والشرطة واستفزازها”.

وحمّل المتظاهرون قوّات الدعم السريع شبه العسكرية مسؤوليّة ما حدث، لكنّ الفريق برهان قال “كانت هناك عناصر مسلحة بين المتظاهرين أطلقت النيران على قوات الأمن”.

وكان المتظاهرون أقاموا المتاريس والعوائق للضغط على العسكريين للقبول بتسليم السلطة إلى المدنيين. وأقدموا على تفكيك جزء كبير منها السبت، على أن تستأنف المفاوضات.

وقبل إعلان المجلس العسكري عن استئناف المفاوضات بشأن تسليم السلطة مع قادة الاحتجاجات، أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير إطلاق حملة ترويجية للعصيان المدني في عموم السودان ابتداء من الخميس القادم.

وأوضحت القوى، في بيان، أن الخميس سيكون دعائيا للدعوة للعصيان المدني والإضراب العام.

ودعت المعتصمين في الخرطوم والمدن الأخرى إلى القيام بالتوعية والدعاية وسط المواطنين من خلال المخاطبات والمنشورات للإضراب والعصيان المدني (دون تحديد موعد له).

وكانت قوى التغيير تسعى من خلال خيار الإضراب للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين مع تعثر المفاوضات بين الجانبين.

واعتبرت قوى إعلان الحرية والتغيير أن إعلان رئيس المجلس العسكري الانتقالي تعليق التفاوض في وقت سابق من الأسبوع الماضي خطوة تسمح بالعودة لمربع “التسويف” في تسليم السلطة.

وبدأ معتصمون أمام مقر الجيش بالخرطوم، مساء الأربعاء، في إزالة حواجز من شوارع رئيسية مؤدية إلى محيط الاعتصام؛ استجابة لدعوة “الحرية والتغيير”.

العرب