قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، الثلاثاء، إن إسرائيل تتوقع بدء محادثات بوساطة الولايات المتحدة مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية خلال أسابيع، وأشار إلى احتمال عقد هذه المحادثات في مجمع لقوات حفظ السلام تابع للأمم المتحدة في جنوب لبنان.
ولم يعلق لبنان بشأن ما إذا كان سيشارك في محادثات أو أي إطار زمني محتمل.
وترسل الولايات المتحدة مبعوثا رفيع المستوى في مهام مكوكية بين لبنان وإسرائيل، لكنها لم تعلن أيضا موعدا أو مكانا، وقالت إنها مستعدة لمساعدة البلدين في تسوية النزاع.
ويعود الزخم إلى الملف الحدودي بعد المبادرة التي تقدم بها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي والتي تلقفتها الأخيرة بسرعة حينما أوفدت نائب وزير الخارجية للشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد إلى لبنان.
والبلدان في حالة حرب رسميا منذ إنشاء إسرائيل في عام 1948 ولطالما اختلفا بشأن ترسيم الحدود في شرق البحر المتوسط، وهي قضية برزت في العقد الماضي عندما اكتشفت مكامن ضخمة للغاز الطبيعي في المنطقة.
وقال المسؤول الإسرائيلي لرويترز إن من بين المقترحات المؤقتة التي طرحها الطرفان قيام شركات الطاقة العالمية التي تعمل في كل من إسرائيل ولبنان بإجراء أول مسح سيزمي للمنطقة المتنازع عليها.
كان وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز قد قال الأسبوع الماضي إن إسرائيل منفتحة على محادثات بوساطة الولايات المتحدة بشأن الحدود البحرية.
وقال المسؤول الإسرائيلي، الذي طلب عدم الكشف عم اسمه، الثلاثاء إن إسرائيل تتوقع للمفاوضات أن “تبدأ بالفعل في الأسابيع القادمة”.
ويتنقل المبعوث الأميركي ديفيد ساترفيلد بين إسرائيل ولبنان في مسعى لتهدئة التوتر الذي نجم أيضا عن نزاع على الحدود البرية.
وقال المسؤول الإسرائيلي إنه إذا جرت محادثات، فإنها ستتناول فقط الحدود البحرية وليس البرية.
وقال “خلال جولات ساترفيلد المكوكية في الأيام العشرة الماضية بين إسرائيل ولبنان جرت مناقشة عدد من القضايا الفنية، مثل الاتفاق على أن تبدأ المحادثات في المنشأة التابعة للأمم المتحدة في الناقورة بجنوب لبنان وبوساطة أميركية من خلال ساترفيلد”.
وقال مسؤول أميركي لرويترز إن واشنطن “مستعدة للعمل من أجل حلول مقبولة للطرفين”. لكنه رفض الإدلاء بتفاصيل بشأن مناقشات ساترفيلد.
ونقل نواب لبنانيون مقربون من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري عنه قوله إن تقدما واضحا تحقق في جهود تسوية النزاع الحدودي. وذكروا أيضا أنه قال إن لبنان بانتظار ردود بعدما قدم موقفا موحدا بشأن القضية. ولم يذكروا المزيد من التفاصيل.
وتطرح إسرائيل حاليا مناقصات بشأن 19 منطقة امتياز بحري على شركات التنقيب والإنتاج، لكنها تجنبت طرح مناقصات في مناطق قريبة من الحدود المتنازع عليها.
ويرنو لبنان إلى حل الأزمة الحدودية مع إسرائيل ليمضي قدما في التنقيب بأريحية عن الغاز والنفط في المنطقة الاقتصادية التابعة له. ووقع لبنان العام الماضي عقده الأول للتنقيب عن النفط والغاز في مياهه، بما في ذلك الجزء المتنازع عليه مع إسرائيل التي خاض معها عدة حروب.
وتحالفت ثلاث شركات من عمالقة الطاقة في العالم وهي “توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية و”نوفاتك” الروسية، للتنقيب في اثنين من عشرة مربعات بحرية في المنطقة الاقتصادية البحرية اللبنانية حصريا.
وستبدأ شركات التنقيب في ديسمبر المقبل العمل في المربع 4، ومن ثم المربع 9 الذي يعتبر منطقة الامتياز المتنازع عليها. وقالت “توتال” في العام الماضي إنها كانت على علم بالنزاع الحدودي على أقل من 8 بالمئة من مساحة منطقة الامتياز 9، لكنها قالت إنها ستنقب بعيدا عن ذاك المربع.
العرب