تعرضت صناعة الذهب المتعثرة في جنوب أفريقيا لضربة جديدة بعد أن فقدت مركزها في صدارة منتجي القارة السمراء لصالح منافستها غانا.
والدولة التي قادت الإنتاج العالمي للذهب طوال قرن، واستخرجت نحو نصف السبائك المستخرجة أصبحت الآن ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا، وفقا لوكالة بلومبيرغ الأميركية.
بلومبيرغ أوضحت أن الإنتاج يتقلص في ظل استسلام القائمين بالتشغيل للتكاليف الباهظة، والإضرابات المنتظمة والتحديات الجيولوجية المتمثلة في استغلال أعمق مناجم العالم.
في المقابل، نجحت غانا -التي يعود تاريخ صناعة تعدين الذهب فيها إلى القرن الـ19- في الاستفادة من المناجم منخفضة التكلفة، وسياسات أكثر ملائمة ومشروعات التنمية الجديدة.
وأشارت إلى أن عمالقة شركات الذهب في جنوب أفريقيا -مثل “أنغلوغولد أشانتي”، و”غولد فيلدز”- تحول تركيزها إلى بلدان أخرى بما في ذلك غانا، حيث المخزونات أرخص وأسهل في التنقيب.
وتشير الصعوبات التي تواجه مناجم الذهب في جنوب أفريقيا إلى انخفاض الإنتاج على الرغم من احتوائه على ثاني أكبر احتياطي في العالم من المعدن، وفقا لتقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وتصدرت غانا قائمة الدول الست الكبرى المنتجة للذهب في قارة أفريقيا بإجمالي إنتاج بلغ 158 طنا في عام 2018، بعد ارتفاع إنتاج المعدن الأصفر فيها بنسبة بلغت 15.33% مقارنة بمثيله لعام 2017 بفضل عمليات التنقيب الجديدة وبدء استخراج الذهب من منجمي واسا وبرستيا.
وجاء في المرتبة الثانية -حسبما أفادت مجلة جون أفريك الفرنسية- السودان بإنتاج بلغ 127 طنا، في حين حلت جنوب أفريقيا في المرتبة الثالثة، متخلية عن موقع الصدارة في إنتاج الذهب الأفريقي، بإجمالي إنتاج وصل 119 طنا، بتراجع بلغت نسبته 13.14% مقارنة بإنتاجها للعام 2017.
وحلت مالي في المرتبة الرابعة، بإنتاج 49 طنا، تلتها غينيا بإنتاج 47 طنا، في حين أتت بوركينا فاسو في المرتبة السادسة بإنتاج بلغ 44 طنا في 2018.
الذهب يتألق
ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة الماضي إلى أعلى مستوى في 13 شهرا بعد انتعاش الطلب على المعدن الأصفر كأحد الأصول التي تمثل ملاذا آمنا، في ظل استمرار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
لكن أسعار المعدن النفيس تراجعت في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين إلى 1328.08 دولارا للأوقية (الأونصة) بعد أن تسبب اتفاق الولايات المتحدة والمكسيك على تفادي حرب تجارية في تقليص الطلب على هذا المعدن.
وذكرت وكالة أنباء بلومبيرغ اليوم أن صناديق التحوط تعود في الوقت الراهن إلى الاستثمار بكثافة في الذهب في الوقت الذي تهيمن فيه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتوترات الجيوسياسية والضعف التدريجي في مجال الصناعات التحويلية على اهتمام المستثمرين.
ولمواجهة التوترات الجيوسياسية المتزايدة وحالة عدم اليقين المنتشرة بشأن الاقتصاد اندفعت الحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا والصين، في موجة محمومة لشراء السبائك الذهبية في محاولة لتنويع الاحتياطيات، وذلك وفقا لمجلس الذهب العالمي.
المصدر : وكالات