تعتزم بريطانيا إرسال قوة خاصة لحماية سفنها في الخليج بعد الهجمات الغامضة على ناقلات نفطية، بينما دعا مسؤول إيراني دول المنطقة للاتفاق على حماية الممرات المائية.
فقد ذكرت صحيفة “صانداي تايمز” البريطانية اليوم الأحد أن بريطانيا قررت إرسال قوة خاصة قوامها مئة جندي للقيام بدوريات في مياه الخليج بعد الهجوم الذي استهدف الخميس الماضي ناقلتي نفط في خليج عُمان، والذي سبقه هجوم آخر قبل شهر من الآن على أربع سفن بينها ناقلتا نفط سعوديتان قبالة ساحل إمارة الفجيرة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية أن البحرية البريطانية تعتبر أن أي حركة عسكرية في مضيق هرمز قد تؤدي إلى كارثة، لذلك اتخذت قرارا بإرسال جنودها لحماية السفن البريطانية.
وقالت المصادر نفسها إن القوات البحرية البريطانية ستشكل فرقة للتدخل السريع، وستعمل من قاعدتها البحرية في البحرين.
ويتزامن ذلك مع انضمام مسؤولين بريطانيين عسكريين وأمنيين إلى جهود التحقيق الدولية لمعرفة ملابسات استهداف الناقلات في خليج عمان.
وتأتي هذه الخطوة في ظل مطالبة دول بينها السعودية والإمارات بحماية إمدادات الطاقة في مياه الخليج التي تشهد منذ أسابيع توترا شديدا في ظل مخاوف من مواجهة عسكرية محتملة بين الإيرانيين والأميركيين.
ولم تتضح بعدُ ملابسات الهجوم على الناقلتين”فرنت ألتير” و”كوكوكا كاريدجس” قرب مضيق هرمز، ورغم ذلك اتهمت واشنطن الحرس الثوري الإيراني بتنفيذه، وأيدتها في ذلك بريطانيا والسعودية، لكن طهران نفت بشدة مسؤوليتها عنه.
اتهام مكرر
وكرر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت اليوم تصريحات رسمية سابقة بأن لندن تعتبر من شبه المؤكد أن إيران مسؤولة عن الهجوم الأخير، وذلك بناء على تقييم استخباري، قائلا إن بلاده لا تعتقد أن أي أحد آخر يمكنه القيام بذلك.
بيد أن هانت دعا في المقابل كل الأطراف غلى تجنب التصعيد. وكانت إيران استدعت في وقت سابق السفير البريطاني لديها احتجاجا على اتهام بريطانيا لها بالمسؤولية عن هجوم الخميس الماضي.
وفي موسكو، دعت الرئاسة الروسية اليوم إلى “تقييم مسؤول” لحادثة خليج عمان والتريث إلى حين الحصول على بيانات مؤكدة. وكانت موسكو دعت عقب الهجوم مباشرة إلى عدم التسرع في اتهام إيران، واستخدام ذلك ذريعة للتصعيد.
الممرات المائية
وفي طهران، طالب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه اليوم دول المنطقة بالتحقيق في ملابسات استهداف ناقلتي النفط في بحر عمان.
وقال فلاحت بيشه إن على الدول الغربية أن تعرف جيدا أن المنطقة لن تكون آمنة من دون إيران.
ودعا البرلماني الإيراني إلى إعادة تفعيل الاتفاقيات الأمنية بين إيران والدول الخليجية، واعتماد آلية اقليمية لحماية الممرات المائية.
واتهم الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات تعزز الإرهاب، وتخلق التوتر، وطالب واشنطن بالتراجع عن العقوبات التي تفرضها على بلاده كي تمهد الطريق للتفاوض، مؤكدا أن انتهاء مهلة الستين يوما لا تعني انسحاب إيران من الاتفاق النووي.
المصدر : وكالات,صنداي تايمز