من جديد، حمّل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران مسؤولية الهجومين على ناقلتي نفط في خليج عمان، وتعهد بأن تضمن بلاده حرية الملاحة بمضيق هرمز، في حين عززت بريطانيا قواتها في المنطقة، في وقت تؤكد إيران سيادتها على المضيق ومسؤوليتها عن تأمينه وقدرتها على إغلاقه إن أرادت.
وفي مقابلة مع برنامج “فوكس نيوز صنداي”، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو “ما يجب أن تعرفوه هو أننا سنضمن حرية الملاحة عبر المضيق”.
ولم يوضح بومبيو الخيارات التي تدرسها واشنطن لحماية الملاحة أو لمعاقبة إيران بعد الهجوم على ناقلتي النفط، لكنّه شدد على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يسعى إلى خوض حرب مع طهران.
ونفت إيران الاتهامات الأميركية، معتبرة أنه “لا أساس لها”، وأنها أطلقت من دون ذرة وقائع أو أدلة ظرفية”.
ويمر ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرا عبر مضيق هرمز، وهو قناة ضيقة تحدها إيران شمالا وتربط بين الخليج العربي وخليج عمان.
حتمية الردع
وقال بومبيو “على الإيرانيين أن يفهموا بكل وضوح أننا سنواصل اتّخاذ إجراءات تردع إيران عن الانخراط في هذا… النوع من السلوك”.
وتابع أنه لن يقدم أدلة أميركية على تورط إيران في الانفجارات في خليج عمان، مؤكدا أن “ما حدث لا لبس فيه”.
وأضاف “كانت تلك هجمات من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران على الملاحة التجارية وعلى حرية الملاحة بنيّة واضحة لمنع المرور عبر المضيق”.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة “سي بي أس”، قال بومبيو إن طائرة أميركية مسيّرة من طراز “أم كيو-9 ريبر” أُسقطت في السادس من يونيو/حزيران الجاري بواسطة صاروخ أُطلق من اليمن “بمساعدة إيرانية وفق تقييمنا”.
وكان البنتاغون نشر في وقت سابق تسجيل فيديو يظهر ما قال إنه زورق دورية إيراني توقف بجانب إحدى الناقلتين النفطيتين ليزيل ما يُعتقد أنه لغم لاصق.
قوات خاصة
أما بريطانيا فقد أعلنت عن قوة خاصة للخليج، وتحدثت التقارير عن أن الخطوة تأتي ردا على الهجمات الغامضة على ناقلات نفطية.
وذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أن لندن قررت إرسال قوة خاصة قوامها مئة جندي للقيام بدوريات في مياه الخليج.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية أن البحرية البريطانية تعتبر أن أي حركة عسكرية في مضيق هرمز قد تؤدي إلى كارثة، لذلك اتخذت قرارا بإرسال جنودها لحماية السفن البريطانية.
وقالت المصادر نفسها إن القوات البحرية البريطانية ستشكل فرقة للتدخل السريع، وستعمل من قاعدتها البحرية في البحرين.
وقال وزير الدفاع البريطاني توبياس إلوود اليوم إن التوترات السياسية في منطقة الخليج مع إيران أصبحت تشكل مصدر قلق لبلاده.
وأشار في مقابلة مع قناة سكاي نيوز إلى أن المملكة المتحدة مصممة على حماية أصولها في المنطقة.
وأوضح أنه يتفهم إحباطات إيران الناتجة عن إلغاء الاتفاق النووي، مؤكدا أن ذلك لا يمنح إيران الحق في مهاجمة السفن في منطقة الخليج.
رغم ذلك، قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن إرسال الجنود للمنطقة كان مخططا له من قبل، وليس ردا على الوضع في خليج عمان.
تحت السيادة
وفي وقت سابق، قالت إيران إنها مسؤولة عن أمن مضيق هرمز، وإن اتهامها بشن هجمات على ناقلتي نفط في خليج عُمان مثير للقلق.
ونقلت الإذاعة الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي قوله “نحن المسؤولون عن الحفاظ على أمن المضيق، وقمنا بإنقاذ طاقم الناقلتين في أقصر وقت ممكن”.
وحذرت إيران مرارا من أنها قد تغلق مضيق هرمز إذا لم تتمكن من بيع نفطها بسبب العقوبات الأميركية.
المصدر : الجزيرة + وكالات