لم يستبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اندلاع حرب ضد الإيرانيين في سياق التصعيد الحالي مع طهران مؤكدا أنها حرب “لن تطول كثيرا”. تتزامن هذه التصريحات مع دعوة جديدة وجهتها موسكو لكل الأطراف لخفض التوتر في المنطقة “على أساس الحوار”.
وأعرب ترامب -في مقابلة أجراها مع قناة “بزنس فوكس نيوز” الأميركية- عن أمله بألا تحصل حرب، قبل أن يضيف “لكننا في وضع قوي للغاية في حال حدوث أي شيء.. ولن تطول (الحرب) كثيراً.. ولا أتحدث هنا عن إرسال جنود على الأرض”.
ثم عاد وأعلن في وقت لاحق أن القادة الإيرانيين سيكونون “أغبياء وأنانيين” إذا رفضوا التفاوض من أجل التوصل لاتفاق يجنبهم التعرض للعقوبات التي فرضتها واشنطن.
الاهتمام بالشعب
ودعا الرئيس الأميركي القادة الإيرانيين إلى “الاهتمام بالشعب” مضيفا “إذا رغبوا في ذلك سيتوصلون إلى اتفاق، وإذا كانوا لا يرغبون بذلك فسيكونون أنانيين وأغبياء لا يفكرون إلا في أنفسهم”.
وكان قد حذر أول أمس الثلاثاء من أي هجوم إيراني محتمل على المصالح الأميركية في المنطقة متوعدا في حال حصول ذلك برد “ساحق”.
في السياق نفسه، تحادث الرئيس الإيراني حسن روحاني هاتفيا أمس مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤكدا أن بلاده “لا تسعى إلى الحرب مع أي دولة” ولا حتى مع الولايات المتحدة، كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
كما استنكر روحاني في تصريح منفصل العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن على المرشد الأعلى علي خامنئي، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، وثمانية من قادة الحرس الثوري، واصفًا البيت الأبيض بأنه متخلف عقليًا.
وقال -في خطاب متلفز- إن قرار فرض العقوبات يعني فشل جهود البيت الأبيض في التوصل إلى حوار مع بلاده واصفا تلك العقوبات بأنها مخزية وسخيفة.
على صعيد آخر، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الوضع في منطقة الخليج لا بد أن يسلك طريقه نحو الحل على أساس الحوار والسعي إلى خفض التصعيد.
وأضاف لافروف -خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد في موسكو- أن الحوار للخروج من التصعيد الحاصل ممكن في حال كانت الأطراف مستعدة للقيام بذلك.
استخدام العنف
واعتبر لافروف أن الدول العربية في منطقة الخليج ملزمة هي الأخرى بدعم طريق الحوار، وليس بدفع المنطقة نحو استخدام العنف ضد إيران، على حد تعبيره.
وكان نائبه سيرغي ريابكوف قد عبر في وقت سابق أمس عن أسف موسكو من تصرفات واشنطن التي وصفها بغير المسؤولة بحق طهران وممارستِها للضغط عليها دون حدود.
كما قال ريابكوف إن بلاده تدرس تعزيز أمن الخبراء الروس في محطة بوشهر الإيرانية في ظل التوتر بالمنطقة.
يُذكر أن حدة التوتر بين طهران وواشنطن تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية بعد أن أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة أميركية مسيرة قال إنها كانت تحلق فوق المياه الإقليمية، في وقت تؤكد واشنطن أن طائرتها كانت بالأجواء الدولية عند استهدافها.
المصدر : الجزيرة + وكالات