الأسد يمر إلى الخطة ‘ب’ لإفشال مبادرة أممية ترتب لتنحيته

الأسد يمر إلى الخطة ‘ب’ لإفشال مبادرة أممية ترتب لتنحيته

assad

قال مراقبون إن الهجوم الذي تشنه القوات السورية مدعومة بميليشيا حزب الله اللبناني على مدينة الزبداني هو رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد إلى أطراف دولية تتحرك لترتيب تنحّيه من السلطة ونقلها إلى هيئة حكم انتقالية تجمع أطرافا من النظام والمعارضة.

ورسالة الأسد تحمل تلويحا بالانتقال إلى الخطة “ب” التي تعني الدفع باتجاه إقامة دولة علوية على الساحل والتشريع الفعلي لتقسيم سوريا والزج بها في صراعات طائفية وعرقية طويلة الأمد، وذلك في رد على صفقة لتنحيته تم تبنيها في قمة السبع الأخيرة بألمانيا وأصبحت روسيا من الداعمين لها.

وقادت قوات النظام السوري مدعومة بحزب الله اللبناني أمس عملية عسكرية على مدينة الزبداني في ريف دمشق، المدينة الأخيرة التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة السورية في المنطقة الحدودية مع لبنان.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى “اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والفصائل المقاتلة من طرف آخر، إثر هجوم عنيف بدأه حزب الله اللبناني وعناصر الفرقة الرابعة في الجيش السوري على الزبداني”.

وتعرضت هذه المناطق الجمعة لتسعين غارة “بالبراميل المتفجرة والصواريخ من طائرات النظام الحربية والمروحية”، حسب المرصد الذي رأى فيها “تمهيداً لبدء الهجوم اليوم (السبت)”.

وفي حلب يتواصل تراجع قوات النظام وخسارتها لمواقع استراتيجية ما قد يسهّل على المعارضة السورية عملية حصار المناطق العلوية التي يلوح الأسد باللجوء إليها ردا على محاولات التضحية به.

وسيطر مقاتلو المعارضة ليل الجمعة السبت على مركز عسكري استراتيجي في غرب حلب، في أول تقدم نوعي لهم في هذه المنطقة منذ العام 2013.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن سيطرة المعارضة على مركز البحوث العلمية الواقع عند الأطراف الغربية للمدينة تقدم استراتيجي بارز بالنسبة إلى معركة حلب خلال السنتين الماضيتين”، مشيرا إلى أن السيطرة على المركز “تعرض للخطر حي حلب الجديدة والأحياء الغربية الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام”.

وتأتي صفقة تنحية الأسد في سياق توافق دولي على ضرورة إقامة تحالف إقليمي لمواجهة تمدد تنظيم داعش في العراق وسوريا. لكن متابعين للشأن السوري يقولون إن تنحية الأسد قد لا تكون منذ البداية وأنه قد يستمر على رأس السلطة لسنتين على أن يكون دوره ثانويا، وأن تعطى الصلاحيات الكاملة لهيئة الحكم الانتقالي في عملية التنسيق الإقليمية ضد داعش التي ينتظر أن تضم دولا في حالة عداء تام مع الرئيس السوري الحالي مثل السعودية.

وتقوم الخطة في جانب منها على تكليف حزب الله بمهمة السيطرة على مواقع حدودية سورية محسوبة على السنّة، وتهجير سكانها قسريا لتسهيل إقامة شريط يربط مواقع سيطرة حزب الله مع الدولة العلوية المنتظرة.

وقال عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي، في تصريح سابق لـ”العرب” إن حزب الله يسعى إلى السيطرة على جرود عرسال واحتلالها في المرحلة المقبلة في انتظار زمن اقتسام الأراضي وضمها إلى الشريط الذي يحاول إقامته بدءا من لبنان وصولا إلى الساحل السوري.

وأضاف القيادي في تيار المستقبل الذي يرأسه سعد الحريري إن حزب الله يخطط للسيطرة على منطقة القلمون والزبداني وتهجير سكانها في سياق تهيئة الشروط لقيام الدولة العلوية في حال استعصى على الأسد الاحتفاظ بالعاصمة دمشق.

وتعرضت أحياء من مدينة حمص لعمليات تهجير جماعي خلال محاولة نظام الأسد السيطرة عليها عام 2013، وتسيطر قوات النظام حالياً على معظم أجزاء المدينة.

وكانت الزبداني تشكل قبل بدء النزاع ممرا للتهريب بين سوريا ولبنان، وهي من أولى المدن التي انتفضت ضد النظام في منتصف مارس 2011، ودخلت تحت السيطرة الكاملة لفصائل المعارضة منذ أواخر 2013.

وفي أبريل، نفّذ مقاتلو حزب الله والقوات النظامية عملية عسكرية واسعة طردوا خلالها مقاتلي المعارضة من منطقة القلمون الحدودية مع لبنان والتي تشكل الزبداني امتدادا لها.

وكانت تقارير دولية تحدثت عن عمليات نقل وتخزين للأسلحة الثقيلة والسلع الاستراتيجية في مناطق الساحل على مدى السنوات الأخيرة، لكن خبراء يقولون إن فرصة إقامة دولة على الساحل السوري أمر بالغ الصعوبة وإن الأسد الذي فشل في التصدي للمعارضة في مناطق مختلفة من سوريا قد لا يستطيع التصدي لهم وهو في منطقة محدودة الجغرافيا.

صحيفة العرب اللندنية