قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إيران تنتهك الاتفاق النووي وذلك بتخطيها الحد المسموح به لمخزون اليورانيوم المنخفض التخصيب، وفقا للاتفاق النووي الموقع بين طهران والدول الكبرى عام 2015، في حين قررت أوروبا التريث في فض آلية النزاع الواردة في الاتفاق النووي الإيراني.
واعتبر ترامب أنها ليست المرة الأولى التي تخرق فيها إيران التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي، بل انتهكت الاتفاق ذاته منذ فترة طويلة، وأضاف: “وهم الآن يتخطون الحد المسوح به للمخزون.. أمر غير جيد”.
وفي تغريدة له على تويتر صباح اليوم الأربعاء، قال ترامب إن “إيران تنتهك الاتفاق النووي البالغ قيمته 150 مليار دولار بجانب 1.8 مليار دولار نقدا مع الولايات المتحدة ومع آخرين لم يدفعوا شيئا، وذلك قبل أن أصبح رئيسا بمدة طويلة”.
وكانت إيران أعلنت الاثنين أنها تجاوزت سقف مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب المحدد بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015، في أول إعلان من جانبها عن إخلالها بالتزاماتها الواردة في هذا الاتفاق.
وسارع ترامب إلى تحذير إيران من أنها “تلعب بالنار”، وقال للصحفيين في البيت الأبيض ردا على سؤال عما إذا كانت لديه رسالة لإيران “إنهم يعرفون ماذا يفعلون.. يعرفون بماذا يلعبون وأعتقد أنهم يلعبون بالنار”.
واتهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني ترامب بالتنمر على طهران بتصريحه، وقال إن هذه اللهجة تجعلها أكثر قوة.
كما نقلت وكالة أنباء فارس عن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قوله “في المجال العسكري، قطعنا الطريق تماما على العدو”.
وأضاف “في الوضع الراهن الأعداء هم الذين يشعرون بالقلق من اندلاع حرب وهذا القلق واضح في سلوكهم العملي والتكتيكي… وفي المنعطف الحالي، الحرب الاقتصادية هي الميدان الرئيسي أمام العدو لمواجهتنا”.
من جهتها، أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا أنها لن تُفَعّل حاليا آلية فض النزاع الواردة في الاتفاق النووي الإيراني، لأن ذلك قد يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران.
وأعلنت الدول الثلاث في بيان مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، عن القلق البالغ من إعلان إيران تجاوزها حدود المخزون من اليورانيوم المنخفض التخصيب (300 كلغ).
وأكد البيان المشترك أن الالتزام الأوروبي بالاتفاق النووي يعتمد على التزام إيران به بشكل كامل.
كما أكد مصدر دبلوماسي أوروبي أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا ستركز في الفترة المقبلة على حمل إيران على العودة للالتزام بالاتفاق، وأنها تريد كسب مزيد من الوقت للحوار.
وشدد المصدر على أن اجتماعا وزاريا للقوى الأوروبية وروسيا والصين وإيران لبحث الأزمة الراهنة، أصبح أمرا حتميا لبحث الخطوات التالية لكل الأطراف.
ومن شأن الخطوة الإيرانية أن تؤدي إلى إعادة فرض جميع العقوبات الدولية على طهران، لكن دبلوماسيا أوروبيا قال عند سؤاله عما إذا كانت أوروبا ستلجأ إلى آلية حل النزاعات المنصوص عليها في الاتفاق: “ليس في الوقت الحالي”، مضيفا “نريد أن ننزع فتيل الأزمة”.
أما الصين -أحد الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي- فأعربت عن أسفها لهذا التحرك من جانب إيران، لكنها حثت جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس، وقالت إن سياسة تصعيد الضغط التي تمارسها واشنطن مع طهران هي “السبب الجذري للتوترات الراهنة”.
من جهته طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إيران بالتحلي بضبط النفس ومراعاة الأحكام الأساسية للاتفاق النووي، وضمانات وكالة الطاقة الذرية وأحكام البروتوكول الملحق بهذا الاتفاق.
المصدر : الجزيرة + وكالات