أنهى مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأربعاء جلسة مغلقة بشأن ليبيا دون التوافق على بيان بشأن الغارة التي استهدفت مؤخرا ملجأ للمهاجرين غير النظاميين في منطقة تاجوراء شرقي العاصمة طرابلس وأسفرت عن 60 قتيلا وأزيد من 130 جريحا.
وقال رئيس المجلس إن الجميع يدين الغارة وإن أعضاء المجلس يواصلون العمل على إصدار بيان.
وكان وزير خارجية حكومة الوفاق محمد طاهر سيالة قد وجه رسالة إلى رئيس مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة بعد هجوم تاجوراء، واعتبر أن الغارة “تشكل تصعيدا خطيرا”، وطالب المجلس بـ”اتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف الهجمات المتكررة على المدنيين والمنشآت المدنية، وإدانة مرتكبيها ومحاسبتهم”.
وتتهم الرسالة دولا أجنبية لم تسمها بالوقوف وراء الغارات التي شنت مؤخرا على العاصمة الليبية، في حين اتهم رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري في وقت سابق الأربعاء ما وصفها بـ”الدولة التي تترأس الاتحاد الأفريقي اليوم” (في إشارة إلى مصر) بالمسؤولية عن شن هجوم تاجوراء، مطالبا بتشكيل لجنة تقصي حقائق أممية في الحادث.
اعتراف قوات حفتر
وفي السياق ذاته أكد أحمد المسماري، الناطق باسم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر مسؤوليتها عن قصف مركز اللاجئين. وقال في مؤتمر صحفي إن المكان المستهدف هو مقر لكتيبة عسكرية ومخزن للذخائر، جرى قصفه مرات عدة في السابق، مشيرا إلى تنبيه قواته لعدم الاقتراب من المراكز العسكرية على حد قوله، واتهم قوات حكومة الوفاق الوطني بنقل لاجئين أفارقة إلى الموقع.
وطلبت الحكومة من البعثة الأممية أن توفد لجنة لتقصي الحقائق والمعاينة والتوثيق. كما طالبت المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم وواضح من انتهاكات قوات حفتر.
من جهة أخرى أعلن مطار معيتيقة الدولي في طرابلس على صفحته في فيسبوك استئناف الملاحة الجوية الأربعاء بعد توقفها إثر استهداف المطار بضربة جوية.
وكان متحدث باسم قوات حفتر قد قال في وقت سابق إن قواته الجوية دمرت الأربعاء غرفة التحكم الرئيسية للطائرات المسيرة داخل القطاع العسكري بالمطار.
وأخلي المطار من المسافرين احترازا وحرصا على سلامتهم. وتقتصر الرحلات الجوية المدنية في البلاد على شركات طيران ليبية تسير رحلات داخلية وخارجية منتظمة مع بعض الدول مثل تونس والأردن وتركيا.
وزار فريق تابع للبعثة الأممية مركز إيواء اللاجئين بعد تعرضه للقصف، وجمع الفريق الأممي عينات من صاروخ أسقطته الطائرة التي قصفت الموقع، والذي تسبب في دمار كبير بمقر مركز الإيواء، واستمع إلى شهادات بعض الناجين من القصف.
ودانت البعثة الأممية بأشد العبارات ما وصفته بـ”القصف الجوي الغادر” ضد مأوى المهاجرين في تاجوراء، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يقصف فيها المركز الذي يحتجز فيه قرابة 600 مهاجر غير نظامي.
يشار إلى أن ليبيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين من أفريقيا والدول العربية ممن يحاولون الوصول إلى إيطاليا عن طريق البحر، ويحتجز الآلاف منهم في مراكز تديرها الدولة.
وكانت قوات حفتر قد أعلنت الاثنين الماضي أنها ستبدأ توجيه ضربات جوية مكثفة على أهداف في طرابلس بعد “استنفاد كل الوسائل التقليدية” للحرب، وبعد أن فشلت في السيطرة على العاصمة بعد ثلاثة أشهر من القتال، وخسرت قاعدة انطلاقها الرئيسية في غريان قبل أسبوع.
المصدر : الجزيرة + وكالات