ينسب تقرير نشرته مجلة فوربس الأميركية إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي قوله الأسبوع الماضي إن بلاده والصين تقفان في خط جبهة موحدة لمواجهة الهيمنة الأميركية بمجال تكنولوجيا المعلومات.
ويقول الكاتب زاك دوفمان في تقريره إن تصريح الوزير الإيراني يأتي بعد تصريحات أخرى مماثلة له في بكين بعد لقائه نظيره الصيني مياو وي.
وتضيف المجلة أن الوزير الإيراني اتهم الولايات المتحدة بفرض هيمنتها على التكنولوجيات الإستراتيجية الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، وأنه انتقد تصرفات واشنطن ضد شركات مثل هواوي وزد تي إي، في حين شدد الوزير الصيني على أن التعاون بين البلدين سيساعد على معالجة مثل هذه التهديدات والضغوطات.
تصريحات ومصالح
ويشير التقرير إلى أنه سبق لوزير الخارجية الصيني وانغ يي أيضا أن صرح في مايو/أيار الماضي بأن بلاده تعارض العقوبات الأميركية الأحادية الجانب وأحكامها المسبقة بشدة، وأن بكين تتفهم ظروف إيران واهتماماتها وتعمل على حماية مصالحها المشروعة.
”
إسرائيل شنت ضربة صاروخية حقيقية للرد على هجوم سيبراني، في حين عمدت الولايات المتحدة إلى القيام بالعكس تماما عن طريق الرد على إسقاط طهران طائرة استطلاع مسيرة بشن هجوم إلكتروني
”
ويضيف الكاتب أن هذه التصريحات ترتبط بشكل تام بالأمن السيبراني، وأنها تأتي مع تزايد التوتر واكتساب الإنترنت أهمية أكبر، وأن الصين وإيران -إضافة إلى كوريا الشمالية- تشكلان تهديدا كبيرا للولايات المتحدة وحلفائها في هذا السياق.
ويشير التقرير إلى أن التهديدات السيبرانية الأخطر على الولايات المتحدة كانت تأتي من روسيا والصين، وأن إيران التحقت بهما.
ويضيف التقرير أن الدمج بين الحرب السيبرانية والتقليدية بات يتصدر العناوين الرئيسية العام الجاري، وأن الشرق الأوسط نال نصيبه منها.
ويوضح أن إسرائيل شنت ضربة صاروخية حقيقية للرد على هجوم سيبراني، في حين عمدت الولايات المتحدة إلى القيام بالعكس تماما عن طريق الرد على إسقاط طهران طائرة استطلاع مسيرة بشن هجوم إلكتروني على أنظمة التحكم الإلكتروني بالصواريخ في البلاد.
هجمات حقيقية وسيبرانية
ويقارن الكاتب بين الهجمات الحقيقية والسيبرانية وتأثيرها، موضحا أن المعارك الحقيقية تمتد من ساحة المعركة إلى العالم الحقيقي على شكل إرهاب وتمرد، فيكون التخطيط لهذه العمليات صعبا للغاية وعادة ما تلاقي الفشل، في حين يسهل شن الهجمات الإلكترونية على أي هدف بالعالم في إطار الحرب السيبرانية، وهو ما يبدو أن إيران تتعلمه بسرعة.
ويشير التقرير إلى قيام القيادة الإلكترونية الأميركية عقب الهجوم الأخير على إيران بتوجيه تحذير إلى مستخدمي خدمات آوت لوك التابعة لشركة مايكروسوفت، وأنه ورد في هذا التحذير أن هناك اختراقا إيرانيا محتملا لحساباتهم غير المحمية جيدا.
وتشير المجلة إلى أن وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابع لوزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة أصدرا الشهر الماضي تحذيرا شاملا بشأن الارتفاع الأخير في مستوى النشاط السيبراني المضر الموجه من إيران نحو صناعات الولايات المتحدة ووكالاتها الحكومية.
ويستند هذا الهجوم إلى استخدام البرمجيات الخبيثة والمدمرة التي تهدف إلى إحداث ضرر يتجاوز مجرد سرقة البيانات والأموال.
ويضيف التقرير أن القدرات السيبرانية الهجومية لطالما مثلت أكثر الأنشطة الحكومية حساسية، حيث يمكن إخفاؤها عن طريق الإنكار والتستر عليها.
وتختتم المجلة بأنه في حال وجدت طهران أن بكين مستعدة للقيام بشراكات تجارية، فإنه يمكنها الاستفادة من الخبرات الصينية لتصبح الوكيل السيبراني النهائي في مواجهة الأميركيين، مما سيجعل آليات هذا الصراع تتغير بشكل كبير.
المصدر : الجزيرة,الصحافة الأميركية