أوضح الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا رفعت واشنطن العقوبات وعادت إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد انسحابها منه العام الماضي.
وقال روحاني في كلمة أذاعها التلفزيون الإيراني اليوم الأحد “نؤمن دائما بالمحادثات… إذا رفعوا العقوبات وأنهوا الضغوط الاقتصادية المفروضة وعادوا إلى الاتفاق، فنحن مستعدون لإجراء محادثات مع أميركا اليوم والآن وفي أي مكان”.
وشدد الرئيس الإيراني على أن صبر بلاده حيال الموقف الأميركي الرافض للاتفاق لن يكون بلا نهاية.
وأكد روحاني في خطاب بمحافظة خراسان الشمالية “جاهزون للتفاوض في كل وقت إن كانوا صادقين، وإذا رفعوا مقاطعتهم عنا”، مضيفا في حديث موجه لواشنطن “الخروج من الاتفاق لم يكن فكرتنا، وأنتم الذين لم تلتزموا بتعهداتكم”.
وأردف “مررنا بظروف قاسية، ولكن وضعنا الحالي أفضل من الوضع قبل شهرين.. قمنا بتغيير سياسة الصبر الإستراتيجي بإستراتيجية التعامل بالمثل، والخطوة مقابل الخطوة”.
وتقول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها منفتحة على المفاوضات مع إيران للتوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا فيما يتعلق بالمسائل النووية والأمنية.
غير أن إيران اشترطت قبل إجراء أي محادثات السماح لها بتصدير كمية النفط الخام التي كانت تصدرها قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو/أيار 2018.
قلق أوروبي
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وبلغ ذروته مع اعتزام الولايات المتحدة شن ضربات جوية على إيران الشهر الماضي، وتراجع ترامب عن ذلك في اللحظة الأخيرة.
تشغيل الفيديو
من جانبها، قالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا اليوم الأحد إنها قلقة من تصعيد التوتر في الخليج ومن مخاطر انهيار الاتفاق النووي مع إيران، داعية إلى استئناف الحوار بين كل الأطراف.
وأضافت الدول الأوروبية الثلاث في بيان مشترك صدر عن مكتب الرئيس الفرنسي “نؤمن بأن الوقت قد حان للتصرف بمسؤولية والبحث عن سبل لوقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار”.
ورغم دعوته إلى إجراء محادثات مع زعماء إيران، قال ترامب يوم الأربعاء إن العقوبات الأميركية على إيران “ستزيد قريبا وبشكل كبير”.
وردا على العقوبات الأميركية التي استهدفت على نحو ملحوظ مصدر تدفق العائد الأجنبي الرئيسي لإيران المتمثل في صادرات النفط الخام، أعلنت طهران في مايو/أيار عزمها تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق.
وفي تحد لتحذير من الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق بضرورة مواصلة إيران الالتزام الكامل به، رفعت طهران نسبة تخصيب اليورانيوم لأعلى من مستوى 3.67% الذي يجيزه هذا الاتفاق.
وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، التي تحاول إنقاذ الاتفاق النووي بحماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات، في بيانها المشترك “المخاطر تستدعي من كل أطراف (الاتفاق) التوقف والنظر في التداعيات المحتملة للإجراءات التي اتخذتها”.
أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فقد قال إن “كلام الأوروبيين عن ضرورة حفظ الاتفاق النووي غير كاف ولم نلمس تحركا عمليا لتحقيق ذلك”.
وأكدت طهران أنها ستواصل تقليص التزاماتها بالاتفاق إذا لم يف الأوروبيون بتعهداتهم إزاء ضمان المصالح الإيرانية بموجب الاتفاق.
المصدر : وكالات