قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم الثلاثاء إن بلاده تعمل على تأسيس مبادرة أوروبية مع بريطانيا وألمانيا لضمان وجود مهمة لمراقبة الأمن البحري بالخليج، وقد رفضت طهران مساعي قوى أجنبية لبناء تحالفات لضمان أمن مياه الخليج.
وأضاف وزير خارجية فرنسا أمام أعضاء برلمان بلاده أن المبادرة الفرنسية لم تصل إلى حد دعم دعوة بريطانيا إلى تشكيل قوة بحرية لضمان أمن الملاحة في المنطقة، كما قال لودريان إن تهدئة التوتر ضرورية بعد احتجاز إيران لناقلة بريطانية.
وكان وزير خارجية بريطانيا جيرمي هنت قال أمس إن بلاده تسعى لتشكيل قوة بحرية بقيادة أوروبية لحماية الملاحة في مياه الخليج، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة. ووصف هنت في كلمة أمام برلمان بلاده احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية الجمعة الماضية بقرصنة دولة.
مسعى أميركي
كما أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في وقت سابق أن بلاده بصدد إنشاء حلف تشارك فيه جميع دول العالم لإبقاء ممرات الشحن مفتوحة في مضيق هرمز.
وعبرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي عن تضامنها مع بريطانيا التي ما زالت إيران تحتجز ناقلتها النفطية. وقالت بارلي في تغريدة على تويتر إنها تحادثت هاتفيا مع نظيرها البريطاني (وزير الدفاع) بهذا الخصوص، معتبرة أن حرية الملاحة في مضيق هرمز تمثل رهانا رئيسا للأمن بالنسبة للأوروبيين.
وفي السياق نفسه، دعا مجلس الوزراء السعودي المجتمع الدولي لاتخاذ ما يلزم لرفض وردع أي مساس بحرية الملاحة البحرية، ووصف المجلس احتجاز إيران لناقلة بريطانية في الخليج بأنه انتهاك للقانون الدولي.
وقالت شركة “ستينا بولك” السويدية المشغلة لناقلة النفط البريطانية اليوم إنها لا تزال تنتظر إذن السلطات الإيرانية لزيارة الناقلة التي كان على متنها طاقم مكون من 23 شخصا ينحدرون من الهند وروسيا ولاتفيا والفلبين، وتعهدت الشركة في بيان لها ببذل جهودها للإفراج عن أفراد طاقم الناقلة، وإرجاعهم سالمين إلى أهلهم.
انتقاد إيراني
بالمقابل، انتقدت طهران مساعي القوى الغربية لتشكيل قوة عسكرية لتأمين الملاحة بمياه الخليج، وقال إسحاق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني إن الدول التي تسعى لتشكيل تحالفات أجنبية في المنطقة هي السبب الرئيس في زعزعة الأمن في أي منطقة وُجدت فيها.
وذكر المسؤول الإيراني أن حل التوترات في المنطقة يحتاج إلى الحوار وليس إلى تحالف عسكري، وقال “تحقيق الأمن في مضيق هرمز مرتبط بإنهاء الضغوط الممارسة على إيران، والدخول معها في محادثات منطقية”.
وتشهد المنطقة الخليجية توترا متصاعدا زادت حدته عقب احتجاز إيران ناقلة النفط البريطانية، ما اعتبرته دول عربية وغربية تهديدا للملاحة، فيما قالت طهران إن سبب الاحتجاز هو عدم مراعاة الناقلة القوانين البحرية الدولية.
وجاء احتجاز الناقلة بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لثلاثين يوما، بعد أسبوعين من ضبطها في عملية شاركت بها البحرية الملكية البريطانية، للاشتباه بأنها كانت متوجهة إلى سوريا لتسليم حمولة من النفط، في انتهاك لعقوبات أميركية وأوروبية.
الاتفاق النووي
وفي سياق منفصل، يلتقي مسؤولون من وزارات الخارجية في الدول الأطراف في الاتفاق النووي الإيراني الأحد المقبل في العاصمة النمساوية فيينا للبحث عن مخرج للأزمة التي وصل إليها الاتفاق، خاصة في ضوء قيام إيران بتقليص التزاماتها وتداعيات انسحاب أميركا من الاتفاق وفرضها عقوبات مشددة على طهران.
وذكرت الدائرة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي في بيان أن اجتماع الأحد -الذي لن تشارك فيه أميركا- سيركز على قضايا تتعلق بتنفيذ الاتفاق النووي من مختلف الجوانب، ومن المتوقع أن يتفق المسؤولون على موعد لعقد لقاء لوزراء الخارجية.
الجزيرة