تستضيف البحرين اليوم الأربعاء اجتماعا عسكريا لمناقشة أمن الملاحة البحرية في منطقة الخليج، بعد سلسلة هجمات استهدفت ناقلات نفط قرب مضيق هرمز ورفعت منسوب التوترات بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة ثانية.
ودعت بريطانيا ممثلين عسكريين عن الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى إلى اجتماع البحرين، لمناقشة خطط تشكيل مهمة بحرية دولية لحماية الملاحة في مضيق هرمز.
وقالت مصادر بالحكومة البريطانية إن مقترح تشكيل قوة حماية بحرية بقيادة أوروبية ما زال قائما رغم مغادرة وزير الخارجية السابق جيرمي هنت منصبه، لكنها أقرت في الوقت نفسه أن نجاح هذه القوة سيعتمد على المساهمة الأميركية فيها، سواء بقيادتها أو بدعمها.
من جهتها أعلنت الخارجية في المنامة أن “مملكة البحرين تستضيف اليوم اجتماعا عسكريا دوليا هاما، يبحث الأوضاع الراهنة في المنطقة وسبل تعزيز التعاون الدولي والتنسيق والتشاور”.
وأضافت في البيان أنّ الهدف بحث سبل “التصدي للاعتداءات المتكررة والممارسات المرفوضة التي تقوم بها إيران والجماعات الإرهابية التابعة لها، والتي تستهدف أمن الملاحة البحرية الدولية في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز، وتهدد استقرار المنطقة والعالم ككل”.
وسبق أن أعلنت البحرين استضافة اجتماع دولي آخر لمناقشة أمن الملاحة، قد يعقد في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
واتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف هجمات ضد ناقلات نفط في مايو/أيار ويونيو/حزيران، وهو ما رفضته طهران.
كما احتجزت إيران في 19 يوليو/تموز ناقلة نفط السويدية “ستينا امبيرو” التي ترفع العلم البريطاني بشبهة “عدم احترام القانون الدولي للبحار”. وحدث ذلك بعد 15 يوما من حجز السلطات البريطانية في جبل طارق ناقلة النفط الايرانية “غرايس1”.
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية هايكو ماس أن بلاده لن تشارك في المبادرة الأميركية لحماية الملاحة في مضيق هرمز.
وطالب بتفادي التصعيد في المنطقة، مشددا على أنه لا حل عسكريا للأزمة مع إيران.
وأعلنت اليوم أولريكي ديمر المتحدثة باسم الحكومة “التحفظ” عن طلب واشنطن الانضمام إلى قوة بحرية للمساعدة في ضمان أمن المضيق مما سيعرقل الجهود الأوروبية لتسوية دبلوماسية مع إيران.
وقالت خلال مؤتمر صحافي في برلين “الأولوية في نظرنا للجهود الدبلوماسية ونزع فتيل أزمة” ناقلات النفط بين طهران ولندن.
وأوضحت أن “الحكومة متحفظة عن الاقتراح الأميركي ولهذا السبب لم تقترح المشاركة” لأن “المقاربة الإجمالية لسياستنا حيال إيران تختلف بشكل ملحوظ عن تلك التي تنتهجها واشنطن حاليا”.
كما أعرب نائب المستشارة وزير المالية أولاف شولتز عن ارتيابه حيال طلب الولايات المتحدة من بلاده الانضمام إلى مهمة عسكرية بمضيق هرمز.
وأشار الوزير -في تصريح لقناة ألمانية- إلى وجود جهات أخرى تشاركه هذا الارتياب، لافتا إلى ضرورة تفادي التصعيد العسكري بالمنطقة.
وأضاف أن فكرة إرسال قوة عسكرية إلى هناك ليست جيدة لأنها تنطوي على مخاطر الانزلاق إلى صراع أكبر.
من جانبه قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان نوربرت روتغن إن واشنطن تسعى إلى تركيع إيران من خلال فرض عزلة عليها بالمنطقة. وأوضح أن هذه المحاولة ليست صحيحة، وأن اختلاف وجهات النظر بين برلين وواشنطن حيال هذا الأمر يجعل تحرك البلدين معا مستحيلا.
ويستمر تصاعد التوتر في هذه المنطقة الإستراتيجية منذ انسحاب واشنطن في مايو/أيار 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني عام 2015، ثم فرضها عقوبات قاسية على طهران جرى تشديدها في مايو/أيار الماضي.
المصدر : الجزيرة + وكالات