كارلسروه (ألمانيا) – أيّدت المحكمة الدستورية الاتحادية في ألمانيا قرار وزارة الداخلية الألمانية بحظر جمعية “ألوان من أجل الأيتام” الداعمة لحزب الله اللبناني.
ورفضت المحكمة الطعن المقدم من جانب الجمعية على قرار حظرها من قبل الداخلية. ورأت في حيثيات قرارها أن “حظر جمعية تقوم بنقل تبرعات لدعم الإرهاب متوافق مع الدستور”.
وسلّط القرار القضائي الألماني مجدّدا الضوء على أنشطة الحزب الذي يعدّ أقوى ذراع لإيران في المنطقة، وتمدّد تلك الأنشطة لتشمل قارات ومناطق متباعدة عبر العالم وتمويهها باستخدام يافطات مختلفة من ضمنها العمل “الخيري والإنساني”.
وفي ظلّ الانتباهة الدولية غير المسبوقة للأنشطة الإرهابية لحزب الله، أصبح هذا الأخير ملاحقا على أكثر من صعيد ومن قبل العديد من الدول، الأمر الذي ضيّق عليه هامش التحرّك وحدّ من قدرته على جمع الأموال عن طريق التبرعات والانخراط في أنشطة مالية وتجارية بعلامات وأسماء مموّهة، وحتى عن طريق تجارة المخدّرات.
ورغم تصنيف الحزب إرهابيا من قبل أكثر من جهة إقليمية ودولية إلّا أنّه لا يزال يتمتّع بحماية في الداخل اللبناني كطرف سياسي مشارك في الحكومة والبرلمان، كما لا يزال يحتفظ بسلاحه غير الشرعي الموازي لسلاح الدولة.
وتربط الولايات المتحدة محاصرة الحزب بجهود الحدّ من النفوذ الإيراني في المنطقة والتصدّي للتدخّلات في شؤون دولها، حيث يمثّل لبنان على غرار كلّ من سوريا والعراق واليمن موضع تركيز للتدخّلات الإيرانية.
وفرضت واشنطن في يوليو الماضي عقوبات غير مسبوقة على نائبين للحزب في البرلمان اللبناني. واتهمت وزارة الخزانة الأميركية النائب أمين شري، والنائب محمّد رعد رئيس كتلة حزب الله في مجلس النواب باستغلال النظام السياسي والمالي اللبناني لصالح حزبهما وإيران الداعمة له. كما شملت العقوبات أيضا مسؤولا كبيرا في حزب الله هو مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا.
وفي المجمل بات حوالي خمسين عضوا أو كيانا على ارتباط بحزب الله موضوعين منذ عام 2017 على لائحة العقوبات الأميركية.
وتقول وكيلة وزارة الخزانة الأميركية سيغال ماندلكير إن حزب الله “يهدد استقرار لبنان السياسي والاقتصادي واستقرار المنطقة، وكلّ ذلك على حساب الشعب اللبناني”، فيما ترى وزارة الخارجية الأميركية أنّ حملة الضغوط القصوى على النظام الإيراني ووكلائه نجحت في الحد من الدعم المادي الذي يتلقاه حزب الله.
كذلك يرفض وزير الخارجية مايك بومبيو أي فصل بين الجناح العسكري والسياسي لحزب الله ويصفه بالمصطنع، مطالبا حلفاء الولايات المتحدة بتصنيف حزب الله بأسره منظمة إرهابية.
وكلام بومبيو هو بمثابة نقد غير مباشر لموقف الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال يتمسّك بالفصل بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله، ويكتفي بناء على ذلك، بإدراج الجناح العسكري فقط للحزب على قائمته للمنظمات الإرهابية.
ويقول مختصّون في شؤون الجماعات الإرهابية إنّ حزب الله استغلّ خلال العشريات الثلاث الأخيرة انصراف أعين الرقابة الدولية عنه ومدّ أذرعه في أنحاء متباعدة من العالم بما في ذلك داخل قارّات آسيا وأفريقيا وأوروبا وصولا إلى القارّة الأميركية، حيث أمرت السلطات الأرجنتينية في وقت سابق بتجميد أصول تابعة لحزب الله وصنّفته منظمة إرهابية على خلفية اتهام إيران والحزب بتفجير وقع قبل حوالي ربع قرن في مركز للجالية اليهودية ببوينس آيرس وأدّى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين.
العرب