قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الثلاثاء إن العقوبات الأميركية الجديدة الصارمة على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ستؤثر بشدة على ما يصله من تمويل دولي، محذّرا روسيا من مغبّة توفير مزيد من الدعم إلى فنزويلا.
وقال بولتون في تصريحات معدّة مسبقا أمام مؤتمر في ليما عاصمة بيرو “حان وقت اتخاذ إجراء. الولايات المتحدة تتحرك بعزم لتضييق الخناق ماليا على مادورو وتسريع الانتقال الديمقراطي السلمي”. وأضاف بولتون “نقول مجددا لروسيا، وخصوصا الذين يتحكمون في أموالها: لا تراهنوا على قضية خاسرة”.
وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين تجميدا على كل الأصول المملوكة لحكومة فنزويلا في الولايات المتحدة، في تصعيد حادّ لحملة استخدمت الدبلوماسية والعقوبات، بهدف إزاحة الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو عن السلطة. والأمر التنفيذي الذي وقّعه ترامب يتجاوز بكثير العقوبات التي فرضت في الشهور الماضية على شركة النفط التي تديرها الدولة والقطاع المالي في البلاد، وكذلك الإجراءات التي استهدفت العشرات من المسؤولين.
أوروبا تهدد بتوسيع العقوبات على فنزويلا ما لم تتوصل المحادثات بين الحكومة والمعارضة إلى نتائج ملموسة
ويقول الأمر التنفيذي الذي نشره البيت الأبيض “يتم تجميد أي ممتلكات أو حصص تابعة لحكومة فنزويلا موجودة في الولايات المتحدة، ولا يجوز نقلها أو سدادها أو تصديرها أو سحبها أو التعامل معها بأيّ طريقة أخرى”.
وجاء نطاق العقوبات مفاجئا حتى بالنسبة إلى بعض حلفاء إدارة ترامب. ودعت الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية مادورو إلى التنحي، واعترفت بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا شرعيّا للبلاد.
واتخذ ترامب الإجراء المفاجئ بعدما أخفقت عدة جولات من العقوبات في تأليب الجيش على مادورو أو تحقيق تقدّم كبير في سبيل الإطاحة به. واتهمت كراكاس واشنطن بممارسة “الإرهاب الاقتصادي” والسعي إلى قطع الحوار مع المعارضة الفنزويلية، وذلك غداة تجميد كامل لأصول حكومة نيكولاس مادورو في الولايات المتحدة.
وقالت الخارجية الفنزويلية في بيان إن كراكاس “تندد أمام المجتمع الدولي باعتداء جديد وخطير من جانب ادارة (الرئيس دونالد) ترامب عبر قرارات تعسّفية (تعكس) إرهابا اقتصاديا بحق الشعب الفنزويلي”.
واستؤنف الحوار بين الحكومة والمعارضة بين 8 و10 يوليو الماضي في باربادوس الواقعة في جزر الكاريبي، برعاية النرويج التي أعلنت أن الطرفين اتفقا على تشكيل مجموعة للعمل “بشكل متواصل وسريع”. وكانت هذه ثالث جولة حوار منذ مايو.
ويرى غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة واعترفت به نحو خمسين دولة بينها الولايات المتحدة، أن نيكولاس مادورو “دكتاتور” و”مغتصب للسلطة” لأن انتخابات عام 2018 التي سمحت للرئيس التشافي البقاء في الحكم “لم تكن نزيهة”، بحسب المعارضة التي تطالب بتنحيه وإجراء انتخابات جديدة.
واستبعد ديوسدادو كابيو مساعد مادورو إجراء أي انتخابات مبكرة. وقال لشبكة التلفزيون الحكومية “يقولون إن الحكومة ستذهب إلى باربادوس لأن انتخابات رئاسية ستجري خلال فترة لا أعرف مدتها وسيكون هناك هذا المرشح وذاك”.
فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين تجميدا على كل الأصول المملوكة لحكومة فنزويلا في الولايات المتحدة، في تصعيد حادّ لحملة استخدمت الدبلوماسية والعقوبات
وصرّح المفاوض باسم الحكومة الفنزويلية إيكتور رودريغيز أنه يتوقع “مسارا معقّدا”، لكنه سيؤدي إلى “اتفاق على تعايش ديمقراطي”، مؤكدا أن وفده “سيجري مشاورات من أجل التقدّم ووضع حد للمعاناة”.
وهدّد الاتحاد الأوروبي في وقت سابق بتوسيع العقوبات على فنزويلا ما لم تتوصل المحادثات بين الحكومة والمعارضة إلى “نتائج ملموسة”، وطالب نظام الرئيس نيكولاس مادورو بوقف الانتهاكات التي تطاول حقوق الإنسان.
وسعى الاتحاد الأوروبي إلى المساعدة في حلّ الأزمة السياسية في فنزويلا من خلال إنشاء مجموعة اتصال دولية. ودعا الجانبين إلى “المشاركة الفعلية” في المحادثات التي تتوسط فيها النرويج وتعقد في جزيرة باربادوس في البحر الكاريبي.
وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بيان أنه “في حال لم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة في المفاوضات الجارية، فإن الاتحاد الأوروبي سيوسّع إجراءاته” العقابية.
العرب