يترقب اللبنانيون تنفيذ حزب الله توعد أمينه العام حسن نصر الله بالرد على قصف إسرائيل منزلا بأطراف دمشق يستخدمه مقاتلوه، وسقوط طائرتين مسيرتين في ضاحية بيروت الجنوبية.
والترقب يتأتى مما وصفه محللون في بيروت بخرق إسرائيل لقواعد الاشتباك مع الحزب في لبنان، والمعمول بها بين الطرفين منذ توقف الأعمال الحربية بينهما في أغسطس/آب 2006.
وجاء كلام الرئيس اللبناني ميشال عون أمام الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى لبنان يان كوبيتيش، ليرفع من حدة الترقب وتطور الأمور، ولا سيما أن عون اعتبر الغارة الإسرائيلية على موقع للجبهة الشعبية-القيادة العامة عند الحدود مع سوريا، وسقوط الطائرتين المسيرتين بمثابة إعلان حرب، وأن للبنان الحق في اللجوء إلى الدفاع عن سيادته وسلامة أراضيه.
وأبدى للموفد الأممي الخاص خشيته من أن تؤدي اعتداءات إسرائيل إلى تدهور الأوضاع، خصوصا إذا ما تكررت ووضعت لبنان في موقع الدفاع عن سيادته.
ووصف البعض كلام الرئيس اللبناني بأنه منح حزب الله الغطاء الرسمي اللبناني للرد على إسرائيل وفق التوقيت الذي يناسب الحزب.
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي سعد كيوان أن هنالك تناغما بين رئيس الجمهورية وحزب الله، وأن كلام عون جاء داعما لموقف حزب الله وتوعده بالرد على إسرائيل.
ويذهب كيوان في تحليله أبعد من مسألة الرد وكيف سيرد الحزب وموقف عون الداعم له، ويقول إن إيران وحزب الله يعتبران استهداف إسرائيل شقة سكنية للحزب في عقربا قرب دمشق وسقوط طائرتين مسيرتين في الضاحية وغارة جوية على مقر للقيادة العامة واستهداف الحشد الشعبي في العراق، “ما هي إلا تغيير لقواعد الاشتباك المعمول بها، وأن إسرائيل تشن هجمات استباقية على كل محور المقاومة، وبالتالي لا بد من رد يقوم به الحزب بغية عدم تغيير هذه القواعد”.
من جهته، يقول الخبير العسكري الإستراتيجي إلياس فرحات إن ما جرى في ضاحية بيروت الجنوبية هو تغيير إسرائيلي لقواعد الاشتباك المعمول بها منذ عام 2006، حيث كانت إسرائيل تمتنع عن شن هجمات عسكرية على لبنان والاكتفاء فقط بتحليق جوي فوق لبنان.
ويضيف للجزيرة نت أن المحاولة الإسرائيلية الفاشلة لتفجير طائرتين مسيرتين في الضاحية، أو بهدف اغتيال شخصية ما من الحزب، يشكل تغييرا في قواعد الاشتباك، ونصر الله أعلن بوضوح أن حزبه لا يقبل بذلك وسوف يرد، كما أنه ألمح إلى الرد على مقتل عنصرين للحزب في سوريا.
ولكن ما سيناريو الرد؟ يرى فرحات أن الأمور تتجه نحو رد انتقامي وعملية منع للطائرات المسيرة من التحليق في الأجواء اللبنانية مهما كان ارتفاعها ومهما كانت مهمتها.
ويضيف أن الأمور لن تتدحرج نحو حرب شاملة وفق أنموذج حرب يوليو/تموز 2006 أو غيرها، لأن إسرائيل غير معنية بمثل هكذا حرب ولا تستطيع الصمود طويلا، معربا عن اعتقاده أن الرد سيقف عند انتقام للحزب ومنع الطائرات المسيرة من التحليق فوق لبنان.
أما الخبير العسكري الإستراتيجي خالد حمادة، فيعتبر أن ما فعلته إسرائيل ليس دعوة للحزب وإيران إلى الحرب بقدر ما هو فعل لاختبار مدى جهوزيتهما للحرب. ويقول حمادة للجزيرة نت إن من الصعوبة بمكان تقدير كيف سيرد الحزب جراء القيود المفروضة عليه.
وأوضح أن الرد من جبهة الجولان ممنوع روسيًا، وفي مزارع شبعا سيكون باهتا، أما الرد من لبنان بشكل تقليدي عبر قصف للصواريخ فهو سيكون محرجا للحكومة اللبنانية التي يسيطر عليها الحزب ولا مصلحة له ولإيران في إحراجها والانزلاق نحو حرب مفتوحة نتائجها غير واضحة المعالم حتى الآن.
المصدر : الجزيرة