نقل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أسلوبه المضطرب في الحكم إلى المسرح الدولي في الأسبوع الماضي، إذ قدم مجموعة من التصريحات المتذبذبة، التي أدت إلى مشاعر من الاحتقان والارتباك لدى قادة العالم، وهيمنت على أجواء قمة مجموعة السبع.
وقبل رحلته إلى فرنسا، أسفرت تعهدات ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى على الصين إلى عمليات بيع واسعة للأسهم عشية القمة، التي كان من المقرر أنها تركز على الاقتصاد الدولي.
ولاحظ محللون أمريكيون أن ترامب زعم بعد ايام من ذلك أنه يأسف لتصاعد الحرب التجارية، وبعد ساعات من ذلك، قال البيت الأبيض أنه يأسف لعدم فرض تعريفات أعلى، وفي يوم الاثنين الماضي، كان ترامب يتوقع التوصل إلى اتفاق مع الصين.
ولم يتوقف إعصار ترامب عند هذا الحد، حيث دفع ترامب على مدار أقل من 72 ساعة إلى إبرام صفقة تجارية مع بريطانيا، وأعلن عن اتفاق مع اليابان، وتغاضى عن فكرة إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران وتخطى قمة المناخ ، التي نظمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وهي القمة التي اعطت شعوراً بالحاجة الملحة لمعالجة مشكلة الحرائق المستعرة في منطقة الأمازون.
ولاحظ المراقبون، ايضاً، أن زعماء العالم كانوا يتحدثون قبل بدء القمة عن محاولة ترامب لشراء جزيرة غرينلاند وخلافه مع زعيمة الدنمارك، وفي الليلة التي سبقت انتهاء القمة، صدرت تقارير تكشف عن اقتراحات لترامب باستخدام القنابل الذرية لمنع الأعاصير من ضرب الولايات المتحدة.
وجاءت سلوكيات وتعليقات ترامب وسط أسئلة جديدة حول الاقتصاد العالمي ووضع ترامب في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
ويعتقد الاقتصاديون أن احتمالات حدوث ركود في العام المقبل آخذة في الارتفاع جزئياً بسبب المعركة التجارية، كما تشير استطلاعات الرأي إلى أن ترامب سيواجه على الأقل سباقاً صعباً لإعادة انتخابه.
وكان قادة العالم يأملون في معالجة تباطؤ الاقتصاد والقضايا الرئيسية الأخرى مثل تغير المناخ والتوترات في سوريا وهونغ كونغ، ولكنهم رأوا أن رؤية “أمريكا أولا” كانت تهيمن على جدول أعمال القمة. وقال أليكس كونانت، وهو خبير في استراتيجيات الحزب الجمهوري: “هذا هو ترامب الكلاسيكي، وهو أنه لا يوجد تنسيق من يوم إلى آخر”.
ولاحظ الخبير السياسي الأمريكي بريت صامويل أن ترامب تعهد قبل مغادرته فرنسا بدعم البرازيل في مكافحة الحرائق المنتشرة في الأمازون، ولكنه لم يشارك في اجتماع مجموعة السبع حول المناخ، وقال في وقت لاحق إنه غير مستعد للتضحية بالازدهار الاقتصادي الأمريكي من أجل البيئة.
القدس العربي