صوت أعضاء البرلمان البريطاني للمرة الثانية بالأغلبية ضد مقترح تقدم به رئيس الوزراء بوريس جونسون لإجراء انتخابات عامة مبكرة، وذلك في صفعة ثانية بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكست) خلال جلسة البرلمان الأخيرة قبل سريان تعليق أعماله لمدة خمسة أسابيع بأمر من جونسون.
ولم تحصل المذكرة التي تقدمت بها الحكومة لإجراء الانتخابات المبكرة -بدعوى أنها هي الحل الوحيد للخروج من مأزق البريكست- إلا على موافقة 293 نائبا، أي أقل بكثير من أغلبية الثلثين اللازمة لإقرارها.
وكان جونسون أكد مساء أمس الاثنين أنه لن يلجأ الى طلب تمديد مهلة الخروج من الاتحاد الأوروبي المقرر في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل بدعوى أن ذلك يخالف رغبة الشعب، وذلك على الرغم من أن القانون الذي أقره البرلمان ودخل حيز التنفيذ أمس يلزمه بأن يطلب من بروكسل إرجاء البريكست لمدة ثلاثة أشهر.
وأضاف رئيس الوزراء مخاطبا زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن “إذا أردتم تأجيلا فصوتوا لإجراء انتخابات عامة” مبكرة.
واتهم جونسون زعيم المعارضة بالتهرب من الانتخابات المبكرة خوفا من الهزيمة، لكن الأخير رد عليه بالقول إنه يريد الانتخابات لكنه يرفض “المخاطرة بكارثة” الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
وفي وقت سابق أمس صوت النواب البريطانيون على قرار لإجبار حكومة جونسون المحافظة على نشر الوثائق السرية لأثر الخروج دون اتفاق.
وتم اعتماد المذكرة البرلمانية بأغلبية 311 صوتا مقابل 302، وتطلب المذكرة أيضا من الحكومة كشف المداولات بين المسؤولين بشأن خطتهم المثيرة للجدل بتعليق عمل البرلمان لخمسة أسابيع بداية من الثلاثاء.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم بوريس جونسون إن “البرلمان سيرجئ أعماله في نهاية دوام العمل اليوم”، مستخدما مصطلح “إرجاء” الذي يعني التعليق.
وأضاف أن التعليق سيطبق بغض النظر عن نتيجة التصويت الذي دعت إليه الحكومة لإجراء انتخابات مبكرة الشهر المقبل.
وكان جونسون قد طلب الشهر الماضي من الملكة إليزابيث الثانية إغلاق البرلمان حتى 14 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، قائلا إن ذلك ضروري كي يتمكن من عرض جدول أعمال داخلي جديد.
بحث عن اتفاق مع إيرلندا
وفي خضم التجاذب الحاصل بشأن تعليق مجلس العموم وتحديد موعد وآلية الخروج من الاتحاد الأوروبي، قال جونسون إنه يريد التوصل إلى اتفاق إيجابي مع إيرلندا بشأن كل الملفات.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيرلندي ليو فرادكار في دبلن أضاف جونسون أنه يسعى للتوصل إلى اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد رغم محاولات البرلمان منع خروجها دون اتفاق.
لكنه حذر مما وصفه بالضرر الدائم الذي سيطال النظام الديمقراطي في بلاده إذا فشلت في الخروج من الاتحاد نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فرادكار إن بريطانيا لم تتوصل بعد إلى بدائل لاتفاق شبكة الأمان.
وأضاف أن حكومة بلاده مستعدة للاستماع لأي بدائل واقعية، لكنه أكد أن عدم وجود هذه الآلية يعني عدم التوصل إلى اتفاق.
وتعتبر آلية شبكة الأمان من أبرز البنود الخلافية في اتفاق البريكست كونها تهدف إلى عدم إعادة فرض حدود جامدة بين جمهورية إيرلندا الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وبين إيرلندا الشمالية التي تعتبر جزءا من المملكة المتحدة.
المصدر : الجزيرة + وكالات