تحرّش جوي يكرّس حالة القلق في الكويت

تحرّش جوي يكرّس حالة القلق في الكويت

أثار تحليق طائرة مسيرة مجهولة المصدر فوق القصر الأميري بالكويت حالة من “الاستنفار” الأمني والسياسي، كون أن الحادثة اعتبرت خرقا أمنيا خطيرا، وجاءت في أجواء من التوتّر الإقليمي والقلق الداخلي في ظل وجود أمير البلاد في الخارج للعلاج والنقاهة إثر عارض صحّي ألمّ به.

وقال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الداخلية بالإنابة أنس الصالح، الأحد، إنّ القيادات الأمنية قد باشرت إجراء التحقيقات اللاّزمة بشأن ما تم رصده من تحليق طائرة مسيرة في مناطق على الجانب الساحلي من مدينة الكويت.

وأضاف الصالح في تصريح صحافي، عقب اجتماع عقده رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح بعدد من الوزراء والقادة العسكريين والأمنيين، أن “القيادات الأمنية قدّمت إيجازا عن الأوضاع الأمنية في المنطقة، وآخرها العمليات التخريبية لمنشآت نفطية داخل أراضي المملكة العربية السعودية. وقد بيّنت رئاسة الأركان أنها على تنسيق مباشر ومستمر مع الأشقاء في القوات المسلحة السعودية والدول الصديقة”.

وأوضح الصالح أن المبارك وجّه القيادات العسكرية والأمنية إلى تشديد الإجراءات الأمنية حول المواقع الحيوية داخل دولة الكويت، واتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على أمن الكويت والمواطنين والمقيمين على أرضها من كل خطر.

ونشرت صحيفة الرأي الكويتية في عددها الصادر الأحد، أن طائرة مسيرة اخترقت أجواء الكويت فجر السبت وحلّقت فوق قصر الأمير، موضّحة أن الطائرة عندما وصلت إلى محيط دار سلوى (قصر الشيخ صباح الأحمد) هبطت إلى ارتفاع 250 مترا.

وتدفع دوائر كويتية بفرضية أن تكون العملية تحرّشا مقصودا بالكويت لتكريس حالة القلق القائمة أصلا في البلد والتي أشاعها التوتّر القائم في المنطقة بسبب التجاذبات الحادّة بين الجارة إيران والولايات المتحدة الأميركية، وقد زاد من تعميقها مرض الأمير الموجود حاليا بالولايات المتحدة للعلاج والنقاهة.

ويذهب البعض إلى اتّهام طهران وأذرعها في المنطقة بمحاولة ترهيب الكويت والضغط عليها بهدف ضمّها إلى محور “أصدقاء إيران” في المنطقة والمشكّل من العراق وقطر وسلطنة عمان.

وتعيش الكويت حالة من القلق جرّاء الأحداث المتسارعة في المنطقة وتصاعد التجاذبات بين طهران وواشنطن والتي يخشى الكويتيون تطوّرها إلى أيّ نوع من أنواع الصدام الذي ستكون له تأثيرات سلبية على بلدهم الحليف للولايات المتحدة من جهة، والحريص من جهة مقابلة على الحفاظ على حدّ أدنى من العلاقات مع إيران. وبالنظر إلى الدور المحوري لأمير البلاد، كرّست الوعكة الصحية التي ألمّت مؤخّرا بالشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حالة القلق، إلاّ أن السلطات الكويتية بادرت الجمعة الماضية إلى الإعلان عن مغادرته المستشفى بالولايات المتحدة بعد استكماله فحوصات طبية مطمئنة.

العرب