شهد شمال دير الزور مسيرات احتجاجية حاشدة، الجمعة، ضد الوجود الإيراني في جزء كبير من تلك المحافظة الواقعة على الحدود مع العراق.وعملت إيران خلال العامين الماضيين على تعزيز وجودها في المحافظة الاستراتيجية، التي تشكل ركيزة أساسية في أجندتها لتشييد الحزام الأمني الذي يربطها عبر العراق وسوريا بلبنان والبحر المتوسط.
واتخذت محاولات إيران للسيطرة على دير الزور أشكالا مختلفة من بينها السعي إلى التغلغل داخل المكون العشائري السني في تلك المنطقة ونشر التشيع، بيد أن التحركات الاحتجاجية التي شهدتها المحافظة منذ بداية هذا العام واتخذت زخما أكبر الجمعة، تعكس وجود رفض متزايد لهذا الوجود.
ويعتقد محللون أن أحد الأسباب التي دفعت الناس إلى الخروج والاحتجاج هو الخشية من أن تتحول هذه المنطقة إلى ساحة مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، خاصة بعد الضربات الجوية المجهولة التي تصاعدت وتيرتها في الأشهر الماضية وآخرها في 18 سبتمبر الجاري، والتي استهدفت مقرات للحرس الثوري والميليشيات الداعمة له.
وسيطر متظاهرون الجمعة في بلدة الصالحية شمال مدينة دير الزور على حاجزين للقوات الحكومية السورية والإيرانية.
وقال مصدر في مجلس دير الزور المدني التابع للمعارضة السورية “قتل شخصان أحدهما من عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والثاني مدني وأصيب أكثر من 20 آخرين جراء إطلاق عناصر القوات الحكومية السورية والإيرانية النار على المتظاهرين بعد تقدمهم باتجاه بلدة الصالحية 5 كم شمال مدينة دير الزور”.
وأكد المصدر أن المتظاهرين بعد سيطرتهم على الحاجز الأول حوالي 2 كم شمال البلدة، واصلوا تقدمهم متحدين القوات الحكومية والإيرانية وسيطروا على الحاجز الثاني والذي يقع على مدخل البلدة الشمالي، ودخل العشرات منهم إلى البلدة.
وأضاف المصدر “وصلت العشرات من السيارات التي تحمل المئات من الأشخاص من ريف دير الزور الشمالي الغربي إلى بلدة الصالحية لاقتحامها”.
وأكد أن المنطقة تشهد الآن توترا شديدا وأن الأسايش (الذراع الأمنية للإدارة الذاتية الكردية) طلبت تعزيزات عسكرية.
ويتقاسم النظام السوري وحليفته إيران وقوات سوريا الديمقراطية السيطرة على محافظة دير الزور، ولا يستبعد محللون أن يكون التحالف الدولي قد أوعز للأخيرة للتحرك ضد العناصر الإيرانية والضغط لطردها.
ومنذ بداية العام الجاري تشهد مناطق دير الزور مظاهرات متقطعة في الجهة التي تسيطر عليها قسد تطالب بإغلاق المعابر مع نظام الرئيس بشار الأسد ومنع تهريب النفط والغاز إلى مناطقه واستثمار النفط وعائداته لرفع مستوى المعيشة والخدمات المتردية في المنطقة، غير أن قوات سوريا الديمقراطية لم تستجب إلى مطالبهم.
وفي الأيام الأخيرة برزت معطيات عن أن التحالف الدولي ضغط على قوات سوريا الديمقراطية لوقف اختراقها العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على النظام.
ويرى مراقبون أن دير الزور تعد إحدى أبرز جبهات الصراع الأميركي الإيراني، ويتوقع أن تشهد المحافظة السورية تصعيدا كبيرا في الفترة المقبلة.
وشنت طائرات مجهولة الهوية مساء الأربعاء عدة غارات على مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي. وقال مصدر في مجلس دير الزور العسكري إن “طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي أو إسرائيلية شنت عدة غارات استهدفت مواقع للحرس الثوري الإيراني في منطقة الحزام جنوب غرب مدينة البوكمال، وقد شوهدت ألسنة النيران والدخان تنطلق من المواقع التي تعرضت للقصف”.
وتعرضت مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وفصائل عراقية وأفغانية في البوكمال خلال الشهر الجاري إلى قصف من طائرات يعتقد أنها تابعة لإسرائيل أو التحالف.
العرب