أوردت مجلة “جون أفريك” الفرنسية أن صورة المرشح التونسي الذي تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية في دورها الأول قيس سعيّد، تُناسب حركة النهضة وتلبي عددا من أهدافها في هذه المرحلة.
وذكرت المجلة في تقرير لها أن قيس سعيّد الذي يعتبر محافظا للغاية ونزيها، لن يكون قادرا على إحباط مشاريع حزب حركة النهضة الذي يعوّل على نتائجه الجيدة في الانتخابات التشريعية حتى يكون له وزن في التحالفات المستقبلية.
وأضاف التقرير أنه يبدو -من خلال الاصطفاف الكبير إلى جانب سعيّد- أن حركة النهضة تريد ضمان تواجدها ضمن الأغلبية التي ستكون قادرة على الحكم.
يمكنه تحقيق الإجماع
ولفت التقرير إلى أن عددا من قادة النهضة -مثل عامر العريض والوزيرين السابقين محمد بن سالم وعبد اللطيف المكي- أعلنوا منذ عدة أشهر أن سعيّد يمكن أن يحقق الإجماع داخل النهضة، وقدموا له دعمهم الشخصي.
من جهته، يفسر النائب عن النهضة وسط التونسيين في الخارج أسامة الصغير قرار الحزب بقدرة سعيّد على تجميع الناس وباحترامه لأحكام الدستور. وأشار تقرير المجلة إلى أن قرار النهضة كان متوقعا منذ عدة أيام.
الحفاظ على القواعد
وبيّن التقرير أنه بالإضافة إلى ما ذُكر، فإن الدعم المقدم لسعيد ينقذ حركة النهضة من التسونامي الانتخابي الذي عزز حظوظ التشكيلات السياسية على غرار “نداء تونس” و”تحيا تونس” و”الحزب الدستوري الحر”. كما يسمح لها بالتعويض عن فقدان تأثيره وإرضاء النشطاء وأعضاء الحزب الذين يشككون في حوكمة راشد الغنوشي وقيادته.
ونقلت “جون أفريك” عن البرلماني من النهضة نوفل الجمّالي تأكيده أن توجّه الأغلبية بمجلس شورى الحزب صبّ في صالح الشخص الأقرب إلى قيم الثورة والضامن لاستمراريتها، مضيفا أن هذا الموقف سيسمح للحركة التي تجتاحها أزمة داخلية خطيرة وفقدت 1.2 مليون ناخب منذ التصويت على الدستور عام 2011، بتعبئة ناخبين سيصوتون لصالح قوائمها في الانتخابات التشريعية التي ستُعقد يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
موقف متوقع
وكان مجلس شورى حركة النهضة قد أعلن بعد أسبوع من انتهاء الدور الأول للانتخابات الرئاسية دعمه لقيس سعيد، وهو موقف وصفته “جون أفريك” بأنه كان متوقعا للغاية بعد فشل الحركة في الدفع بمرشحها عبد الفتاح مورو إلى قصر قرطاج.
وعلى الرغم من أن النهضة امتنعت عن اختيار مرشح بصفة علنية في الانتخابات الرئاسية لعام 2014، فإن دعم قيس سعيّد -وهو مستقل يرفض دعم الأحزاب- كان محتملا. فقد قال سمير ديلو البرلماني والمدير السابق لحملة مورو، إن هذه الانتخابات تُعتبر استثنائية بعض الشيء، ذلك أن السياق غير مسبوق، وأنهم فضلوا دعم رجل عوضا عن برنامج.
وقالت المجلة إن كل المعطيات تؤكد أن قيس سعيّد أصبح أكثر الرجال دعما في تونس، وإن أغلب هذا الدعم يأتي من الأوساط الإسلامية والقومية العربية أو المحافظة.
الجزيرة