أنقرة – بدت تركيا غير راضية عن محادثاتها مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة في سوريا.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الجمعة إن بلاده غير راضية عن وضع المحادثات الحالية مع الولايات المتحدة لإنشاء “منطقة آمنة” مزمعة في شمال سوريا وستعمل من جانب واحد إذا لم يتحقق تقدم.
وقال جاويش أوغلو للصحفيين بعد حضور اجتماعات للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك “لسنا راضين عن الوضع الحالي للجهود المبذولة وعبرنا عن ذلك للأميركيين بوضوح بالغ”.
وأضاف في تصريحات بثها التلفزيون التركي على الهواء “إذا لم نتمكن من التوصل إلى سبيل ما مع الولايات المتحدة سنطرد المنظمة الإرهابية”.
وبدأ البلدان دوريات برية وجوية مشتركة على طول جزء من الحدود بين سوريا وتركيا. لكن أنقرة لا تزال غاضبة من دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب وهي حليف رئيسي لها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وفي وقت سابق الجمعة نقلت محطة تلفزيونية عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إن استعدادات تركيا لإنشاء “منطقة آمنة” للاجئين في شمال شرق سوريا تمضي وفق الجدول المحدد.
ونقل تلفزيون (إن.تي.في) عن أردوغان قوله للصحفيين في رحلة العودة من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك “الجهود تمضي وفق الجدول الزمني. اكتملت أيضا كل استعداداتنا على طول الحدود”.
وأضاف “عند العودة (إلى تركيا)، سنجري تقييما بخصوص الخطوات التي ينبغي اتخاذها وتنفيذها…”.
من جهته قال جيمس جيفري المبعوث الأميركي الخاص بسوريا للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إن واشنطن تمضي بإخلاص وبأسرع ما يمكن، وحذر من أي عمل أحادي في المنطقة.
واضاف “أوضحنا الأمر لتركيا على جميع المستويات بأن أي عملية من جانب واحد لن تؤدي إلى تحسن أمن أحد… لدى الأتراك بالطبع خيار التحرك عسكريا”.
واعتبرت دارين خليفة المحللة في مجموعة الأزمات الدولية “تبين أن بلوغ اتفاق مقبول لتركيا ووحدات حماية الشعب الكردية في الوقت نفسه أمر صعب. ويبدو ان مطالبهما الأساسية لا يمكن التوفيق بينها”.
وبدأت القوات الكردية الانسحاب من الحدود التركية خصوصا مع سحب بعض وحدات حماية الشعب الكردية.
وحتى الان قام الجيشان التركي والأميركي بدوريتين مشتركتين في شمال شرق سوريا بهدف إزالة تحصينات وحدات حماية الشعب.
وقالت خليفة “لكن الولايات المتحدة كانت واضحة جدا حيال واقع انها لم توافق على الاتفاق الذي يشمل الإعادة غير الطوعية للسوريين الى هذه المنطقة”.
ويرى حسن اونال الاستاذ في جامعة مالتيبي ان انقرة وواشنطن تواجهان صعوبة أيضا في التوصل الى اتفاق. “وقال “يبدو انه ليس هناك اتفاق واضح وجلي بين الطرفين، والتسوية تبدو هشة”.
وبالإضافة إلى ذلك يرى المحلل أن اردوغان عاد من نيويورك بدون التمكن حتى من لقاء ترامب وبالتالي “خالي الوفاض” الى حد ما.
وهددت أنقرة مرارا بالتحرك ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها جماعة إرهابية إذا لم تتعاون الولايات المتحدة في إبعاد المسلحين الأكراد من منطقة على الحدود تمتد لنحو 480 كيلومترا.
وكان اردوغان حذر في الاسابيع الماضية من انه في حال لم تتم اقامة “المنطقة الآمنة” قبل نهاية سبتمبر فان تركيا ستتولى الأمور بنفسها وصولا الى اطلاق عملية عسكرية في شمال شرق سوريا.
وفي حال تمت تلك العملية فانها ستكون الثالثة التي تنفذها القوات التركية في سوريا منذ 2016.
وفي مطلع 2018 ، قامت خصوصا بالسيطرة على عفرين، احدى المناطق الثلاث في منطقة الادارية الذاتية الكردية المعلنة في 2016.
ويرى الخبير في شؤون سوريا فابريس بالانش أنه “من غير الممكن إرسال ثلاثة ملايين شخص الى تلك المنطقة حيث مساحة المناطق التي يمكن السكن فيها محدودة، لان غالبية المنطقة شبه صحراوية”.
لكن في المشروع الذي عرضه أمام وسائل الاعلام التركية ونظرائه خلال الجمعية العامة للامم المتحدة تحدث اردوغان عن خطة بناء قرى ومدن يمكنها استقبال ما يصل الى مليون شخص.
وقال بالانش “هدف اردوغان كما يبدو إقامة “حزام عربي” مؤيد لتركيا على الحدود التركية عبر إبعاد الأكراد عن تلك المنطقة”.
وبحسب قوله فان المنطقة تعد حاليا 2,5 مليون نسمة بينهم أكثر من مليون كردي يقيمون خصوصا قرب الحدود التركية.
وتابع الباحث “اذا كان اردوغان يريد وضع اللاجئين على الحدود، آلاف او حتى مليون شخص، فسيؤدي ذلك الى تشتيت لحمة السكان الأكراد”
العرب