أعلن رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، اليوم الاثنين، نتائج التحقيق بالتفجيرات التي طاولت معسكرات مليشيا “الحشد الشعبي” خلال الشهرين الأخيرين، مؤكدا “وقوف إسرائيل وراء العملية”.
وورد إعلان رئيس الحكومة ضمن حديث صحافي لقناة “الجزيرة”، لم يخفِ خلاله مخاوفه من شبح حرب في المنطقة وفي العراق.
”
عبد المهدي: الذهاب الى الحرب قد يحصل في أي لحظة، وبقرار منفرد، لكن الخروج منها سيكون صعباً وقاسياً
“
ونقلت قناة “الجزيرة” عن رئيس الوزراء قوله إن “الذهاب إلى الحرب قد يحصل في أي لحظة، وبقرار منفرد، لكن الخروج منها سيكون صعبا وقاسيا”، لافتا إلى أن “الكثير من المؤشرات تدل على ألا أحد يريد حربا في المنطقة باستثناء إسرائيل”.
وأكد أن “دولا عدة في المنطقة يمكن أن تكون ساحة للحرب وللمفاوضات وبغداد واحدة منها، كما أن الدول المعنية بأزمة الخليج تتحدث عن مفاوضات والسعودية وإيران مستعدتان للتفاوض”.
وأشار إلى أن التحقيقات في استهداف بعض مواقع مليشيات “الحشد” تشير إلى أن “إسرائيل هي التي قامت بذلك”. وتابع أن “الحديث الآن عن كيفية صياغة نهايات لحل أزمة الخليج سيضعنا أمام طريق مسدود”، مبينا “نحن مع تأمين الخليج شرط أن يضم جميع الدول الخليجية”، وأشار إلى أن زيارته للسعودية “كانت من أجل التهدئة، وهذا يعني أن هناك استعدادا لتقديم تنازلات”، مضيفا “أعتقد أن السعودية تبحث عن السلام، وحل أزمة اليمن قد تشكل مفتاحا لحل أزمة الخليج”.
وبينما لم يتضح بعد الموقف الذي ستتخذه الحكومة بشكل نهائي، رغم حديث وتسريبات عن إعداد مذكرة ستقدم لمجلس الأمن الدولي قريبا حول الاعتداءات الصهيونية على العراق، تفاوتت ردود فعل الفصائل المسلحة ضمن “الحشد الشعبي” حول الإعلان، بين ترك التصرف للحكومة، والوعيد برد قريب.
وقال نائب الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، أحمد المكصوصي، لـ”العربي الجديد”، إنهم “على علم منذ أكثر من شهر بأن تقرير لجنة التحقيق بشأن قصف مقرات الحشد الشعبي أثبت تورط الكيان الصهيوني بهذه الأعمال، ولا سيما أن الأميركيين قالوا لعبد المهدي إن إسرائيل تقف خلف تلك الضربات، وهذا ما قاله لنا بعدد من الجلسات الخاصة، وهذا التصريح هو إعلان رسمي من قبل العراق”.
”
الأميركون قالوا لعبد المهدي إن إسرائيل تقف خلف تلك الضربات
“
ودعا الحكومة العراقية والبرلمان إلى “الذهاب أولا باتجاه الطرق الدبلوماسية من خلال تقديم شكاوى في مجلس الأمن والدولي وكذلك الأمم المتحدة، وحتى المحكمة الدولية بشأن القصف”، مشيرا إلى أن “اليومين المقبلين سيكون فيهما اجتماع لفصائل مختلفة في العاصمة بغداد”.
وشدد على أن “كل الخيارات مفتوحة، وخصوصا أننا نحتفظ بحق الرد، والكيان الصهيوني ليس ببعيد عن مرمى النيران”، وفقا لقوله، مؤكدا أن ممثلين عن عدة مليشيات سوف “يشكلون وفدا للقاء عبد المهدي، ومناقشته بالموضوع”، كونهم لا يريدون “أي إحراج للحكومة”، على حد لتعبيره.
بدوره، قال نائب الأمين العام لحركة “سرايا الخراساني”، حامد الجزائري، لـ”العربي الجديد”، إنهم “يمتلكون المعلومات والتفاصيل قبل إعلان عبد المهدي عنها”، وأضاف “سيكون لنا موقف بعدما تم إعلان تورط الكيان الصهيوني بقصف مقرات الحشد، ووجود فصائل المقاومة لا يقتصر على العراق فقط، بل في سورية ولبنان”، مبينا أن “الرد على إسرائيل لا يشترط أن يكون من الأراضي العراقية”.
وشدد على أنه “سيكون هناك رد قريب جدا لفصائل المقاومة على عمليات القصف الإسرائيلية، وسيكون ردا مناسبا على تلك الاعتداءات، وسيتم الإعلان الرسمي عنه في حينه”.
وتعرضت مقار ومخازن أسلحة تابعة لمليشيا “الحشد الشعبي”، خلال الشهرين الماضيين، إلى قصف، يرجح أن يكون بطائرات مسيرة، وقد اتهمت قيادات “الحشد” واشنطن وإسرائيل بتنفيذه.
ومنذ أغسطس/آب الماضي، وجه عبد المهدي بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق بالقصف، كان قد حدد لها مهلة أسبوع لكشف النتائج، لكن النتائج تأخرت حتى اليوم، وقد اتهمت الحكومة بمحاولة تسويف النتائج، خوفا من تبعاتها على العراق.
العربي الجديد