تركيا: “الحركة القومية” تضع “العدالة والتنمية” في مأزق صعب

تركيا: “الحركة القومية” تضع “العدالة والتنمية” في مأزق صعب

q61

جاء رد زعيم الحركة القومية التركية بالرفض المطلق للمشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب “العدالة والتنمية” ليضع الحزب الحاصل على أعلى الأصوات في الانتخابات البرلمانية في مأزق كبير، ويجعل خيار الدعوة إلى انتخابات برمانية مبكرة هو الأكثر احتمالًا؛ وهو الأمر الذي بات “العدالة والتنمية” يستعد له ويعبئ كوادره وعناصره للاستعداد لجولة انتخابية جديدة.

وبعد لقائه مع زعيم الحركة القومية، أكدت تصريحات رئيس الحكومة التركي المكلف بالأعمال وزعيم حزب العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو، على رفض “القومية” المشاركة في الحكومة الائتلافية، رغم أن “الحركة القومية” الأقرب إلى “العدالة والتنمية”، ولكن الاختلاف الجذري بينهما في الموقف من “الأكراد”؛ فالحركة ترفض أي دور سياسي للأكراد، وتحمل “العدالة والتنمية” مسؤولية مشاركة الأكراد السياسية والتفاوض مع زعيم حزب الشعب عبد الله أوجلان، المحكوم عليه بالسجن المؤبد.

وقال داود أوغلو إن “زعيم حزب الحركة القومية (دولت باهجه لي) جدد رفض حزبه بالدخول في حكومة ائتلافية كما صرح في العديد من المناسبات منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية في 7 حزيران/ يونيو الماضي”، جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده داود أوغلو بمقر حزب العدالة والتنمية في العاصمة التركية (أنقرة) عقب لقاء جمعه بـ”باهجة لي”، في إطار لقاءاته مع قادة الأحزاب الممثلة في البرلمان بخصوص المفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية.

وأشار أوغلو إلى “إمكانية عقد لقاء ثان مع باهجة لي إذا ما اقتضت الضرورة، عقب فترة عيد الفطر”، مضيفًا أنهم “متطابقون في الرأي بهذا الخصوص”، على حد قوله. وضم الوفد المرافق لداود أوغلو خلال لقائه مع “باهجة لي” كلًا من وزير العمل والضمان الاجتماعي (فاروق جليك) ونائب رئيس الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية (ماهر أونال) والأمين العام للحزب (خلوق إيبك) ووزير النقل والملاحة البحرية والاتصالات السابق (لطفي علوان) والنائب أرتان أيدن.

واستهل أوغلو لقاءاته لتشكيل الحكومة الائتلافية بلقاء أجراه مع رئيس حزب الشعب الجمهوري “كمال قليجدار أوغلو”. وأوضح أن المشاورات في أوساط حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أظهرت إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب “الشعب الجمهوري” أو “الحركة القومية”، وقال: أجرينا مشاورتنا في هيئات الحزب ومؤسساته والقاعدة الشعبية، وبرزت قناعة حول إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري أو حزب الحركة القومية، وسنسعى للخروج بنتيجة عبر تركيز المفاوضات على هذين الحزبين.

ووصف لقاءه مع رئيس حزب الشعب الجمهوري بأنه تم في جو “ودي وأخوي للغاية”. وعقب اللقاء الذي استمر لساعة ونصف الساعة تقريبًا قال: “توصلنا إلى تفاهم حول مواصلة اللقاءات”، مؤكدًا أن “الهدف من الجولة الأولى من المفاوضات الائتلافية هو تعزيز الثقة المتبادلة بين الأطراف وتخطي الحاجز النفسي، وإبداء كل طرف مواقفه المبدئية بشكل عام”.

وأشار إلى أن “مسألة صلاحيات رئيس الجمهورية ليست موضع نقاش؛ لأن من شأنها تقويض مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية”، وتابع أوغلو: “إرادتنا ونيتنا وإخلاصنا واضح (بخصوص تشكيل حكومة ائتلافية)، وفي حال بروز رؤية متبادلة خلال المفاوضات فإنها ستستمر وبقوة، وحينها تتاح لنا الفرصة لكي نعلن الأخبار السارة لأمتنا في أقرب وقت”.

وأشار زعيم حزب “العدالة والتنمية” إلى أنه “سيبذل ما بوسعه للبقاء على مسافة واحدة من جميع الأحزاب لغاية يوم تشكيل الحكومة؛ نظرًا لأن كل حزب يمثل شريحة معينة في المجتمع، وأنه سيواصل العلاقات معها انطلاقًا من ذلك”.

في سياق متصل، أوضح نائب قليجدار أوغلو والمتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري “خلوق قوج”، في مؤتمر صحفي عقده، أن الاجتماع بين زعيمي الحزبين والمسؤولين المرافقين كان بمثابة “لقاء أولي”، وأضاف أن الجانبين “أعربا عن نيتهما وإرادتهما من أجل تشكيل حكومة قوية تعمل على تجاوز المشاكل الداخلية والخارجية المتراكمة”، مشيرًا إلى أن الوقت “ما يزال مبكرًا لتقييم اللقاءات والخروج بنتيجة”.

وأردف: “لقد قلنا منذ البداية إننا لن نكون الطرف المُعرقل للحل”، لافتًا إلى أن حزبه مستعد لمواصلة الحوار مع وزير الثقافة والسياحة “عمر جليك”، الذي عينه داود أوغلو ممثلًا للتفاوض مع “الشعب الجمهوري”، بخصوص الحكومة الائتلافية.

فيما انتقد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بعض الأحزاب السياسية (لم يسمها) لـ”دخولها في مهاترات سياسية مع أحزاب أخرى، وبعض المناصب الرفيعة في الدولة”، وقال أردوغان في كلمة بمأدبة إفطار أقامتها جمعية رجال الأعمال والصناعيين الأتراك: “إنَّ مهاترات الأحزاب السياسية تلحق الضرر بتشكيل حكومة ائتلافية في البلاد”.

وأضاف أنه “لا يحق لأي حزب سياسي التهرب من مسؤولياته وتقديم النصائح للأحزاب الأخرى ولمنصب رئاسة الجمهورية على وجه الخصوص، وإفساد مرحلة تشكيل الحكومة الائتلافية”، ودعا الأحزاب السياسة التركية لإعطاء أولوية لحوار يضمن تشكيل حكومة ائتلافية تقدم الرفاه للبلاد، متهمًا أحزابًا لم يسمها بإيقاف المشاريع العملاقة في تركيا كمشروع الجسر الثالث والمطار الثالث.

التقرير