بغداد – دعا الرئيس العراقي برهم صالح الأربعاء إلى ضرورة إجراء تعديل وزاري جوهري لتحسين أداء الحكومة بما يحقق طفرة نوعية في عملها لتوفير الخدمات وتشغيل العاطلين وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق مطالب المحتجين.
جاء ذلك فيما أدان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الأمن العراقي لقمع المحتجين.
وقدم الرئيس العراقي مبادرة من عدة لاحتواء الأزمة في البلد وعلى رأسها فتح تحقيق قضائي في أعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات ومحاسبة المسئولين عنها، حيث سقط عشرات القتلى في هذه التحركات الاحتجاجية وسط اتهامات إلى الأمن العراقي باستخدامه المفرط للقوة.
وتجددت المظاهرات في مدينة الصدر شرق العاصمة العراقية بغداد، بعد هدوء نسبي في عدة شوارع مدن عراقية.
وفي الوقت الذي دعا فيه الرئيس العراقي مسؤولي المحافظات إلى ضبط النفس والإسراع في تلبية مطالب الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد، صوّت البرلمان العراقي من حيث المبدأ، في جلسة خصصت إلى تطورات الوضع في الشارع، على حل مجالس المحافظات لحين إجراء انتخابات العام المقبل، واعتبار ضحايا المظاهرات “شهداء” ومنح قروض ميسرة لإعادة تشغيل المصانع.
ويسعى البرلمان العراقي إلى احتواء تحركات الشارع التي قوبلت باستعمال مفرط للقوة من قبل الأمن العراقي. وجاءت هذه الإجراءات الإصلاحية بعد لقاء جمع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي برئيس البرلمان العراقي الحلبوسي.
ونقل البيان عن صالح تأكيده “ضرورة تهدئة الأوضاع في مختلف المحافظات من خلال ضبط النفس بما يحفظ الأمن والاستقرار”.
وشدد صالح على “أهمية حماية المتظاهرين السلميين وحماية الأمن العام ومنع إراقة مزيد من الدماء، والتصدي لأي اعتداء على القوات الأمنية والممتلكات العامة”، مشيراً إلى “وجوب فتح تحقيق عاجل بشأن الاعتداءات التي رافقت المظاهرات”.
ودعا صالح المحافظين إلى “ضرورة الإسراع في تنفيذ طلبات المواطنين في محافظاتهم بتوفير فرص عمل للشباب العاطلين، وتلبية الاحتياجات المشروعة في الحياة الحرة الكريمة، وتهيئة مشاريع السكن والنهوض بواقع الخدمات، والتصدي للفساد المالي والإداري وإحالة المفسدين إلى القضاء”.
وفي سياق متصل، أدانت وزارة الخارجية الأميركية، أعمال العنف الأخيرة في العراق، داعيةً الحكومة إلى محاسبة من ينتهكون حقوق الإنسان في البلاد.
وقالت الوزارة في بيان، إن “وزير الخارجية مايك بومبيو أدان خلال اتصال مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أعمال العنف الأخيرة في العراق، وأشار إلى أن من ينتهكون حقوق الإنسان يجب أن يحاسبوا”.
وأضافت أن “الوزير أعرب عن أسفه للخسائر المأسوية في الأرواح خلال الأيام القليلة الماضية، وحض الحكومة العراقية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”.
وشدد بومبيو على أن “التظاهرات العامة السلمية عنصر أساسي في كل الديمقراطيات”، مؤكدا أنه “لا مكان للعنف في التظاهرات، سواء من جانب قوات الأمن أو المتظاهرين”.
ويشهد العراق منذ أسبوع احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
العرب