هل يتخطى اتفاق إيران عتبة الكونغرس

هل يتخطى اتفاق إيران عتبة الكونغرس

الكونجرس-الأمريكي

بعد تسلّم الكونغرس الأميركي اتفاق إيران النووي سيكون أمامه 82 يوما كحد أقصى ليقرر هل سيرفض الاتفاق أم يقبله. وكان الرئيس باراك أوباما وافق في مايو على المراجعة التي طلبها الكونغرس ووعد بألا يرفع العقوبات الأميركية خلال تلك الفترة.

ووعد أوباما باستخدام حقه في النقض (الفيتو) إذا رفض الكونغرس الاتفاق. وسيتطلب التغلب على هذا النقض أغلبية الثلثين في مجلسي النواب والشيوخ، اللذين عبّرا عن قلقهما حول مجموعة من النقاط بشأن اتفاق إيران النووي، وهي:

* عمليات التفتيش: يتيح الاتفاق لمفتشي الأمم المتحدة الوصول إلى المواقع العسكرية الإيرانية المشتبه بها ويمهل في الوقت نفسه طهران 24 يوما لتهيئة الوصول إلى هذه المواقع. ويريد المشرعون الذين طالبوا بعمليات تفتيش “في أي وقت وفي أي مكان” أن يعرفوا كيف سيكفل هذا ألا يحدث غش وعدم التزام من جانب إيران. وهم يخشون أن يتيح هذا التأخير لإيران تدمير المواد المثيرة للشبهات. وقال النائب الأميركي ستيف إسرائيل -وهو ديمقراطي- “في 24 يوما يمكن عمل الكثير”.

* حظر الأسلحة: تتركز أسئلة الكونغرس بشأن الاتفاق النووي على البند الخاص برفع حظر الأمم المتحدة على الأسلحة التقليدية لإيران بعد مرور خمسة أعوام وعلى تكنولوجيا الصواريخ البالستية بعد ثمانية أعوام. ويخشى المشرعون من أن حصول إيران على أسلحة متقدمة حتى بعد مرور عدة سنوات سيعزز قدرتها على إثارة الصراعات الطائفية في المنطقة وتعريض إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، للخطر. وكان المعارضون انتقدوا ذلك وقالوا إن الاتفاق لم يتضمن تجميد أو إلغاء ما حققته إيران من تقدم في تطوير الصواريخ البالستية.

* العقوبات: بموجب الاتفاق فإن العقوبات الرئيسية على قطاعي المال والنفط قد ترفع هذا العام. وشكك الكثير من المشرعين في الحكمة من منح إيران إمكانية الوصول إلى ما يقرب من 150 مليار دولار من العائدات قبل أن تثبت أنها ستلتزم بالاتفاق.

وقال النائب الديمقراطي براد شيرمان “هذه منفعة فورية وهائلة ستعود على النظام الإيراني”.

وقال إنه يشعر بالقلق من أن الأموال التي ستكون متاحة لإيران قد تذهب إلى مسؤولين فاسدين أو إلى الرئيس السوري بشار الأسد أو إلى المتشددين الذين يحاربون حلفاء الولايات المتحدة أو حتى أميركيين.

ويقول أنصار الاتفاق إنه حل أفضل من البديل وإنه حتى لو رفضته الولايات المتحدة فإن دولا أخرى حريصة على رفع العقوبات حتى دون اتفاق. وخلال مؤتمر صحفي جادل أوباما بأن الإيرانيين سيحصلون على 60 أو 70 مليار دولار بعد تخفيف العقوبات حتى لو لم ترفع العقوبات الأميركية لكنهم سيسعون لإنتاج سلاح نووي إذا لم يكن هناك نظام لعمليات تفتيش.

* السجناء: حتى المشرعون الذين أبدوا استعدادهم لدعم الاتفاق قالوا إنهم يشعرون بخيبة أمل لأن الاتفاق لم يتضمن الإفراج عن جندي مشاة البحرية الأميركية السابق أمير حكمتي والقس سعيد عابديني والصحفي بجريدة واشنطن بوست جيسون رضائيان وضابط مكتب التحقيقات الاتحادي السابق روبرت ليفنسون.

* تصويت مجلس الأمن الدولي: لا يريد الجمهوريون والديمقراطيون بما في ذلك السناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي والعضو البارز في اللجنة بن كاردين أن يصوت مجلس الأمن الدولي على برنامج إيران النووي قبل انتهاء فترة المراجعة الأميركية للاتفاق في سبتمبر. وبعد المشاركة في اجتماع بين جو بايدن نائب الرئيس والديمقراطيين في اللجنة وصف كوركر الجمهوري التصويت المقرر يوم الاثنين بأنه “إهانة للشعب الأميركي”. ووقع كاردين على رسالة تدعو أوباما إلى تأجيل التصويت.

صحيفة العرب اللندنية