أنقذوا العراق قبل أن يصبح ميؤوسا منه

أنقذوا العراق قبل أن يصبح ميؤوسا منه

تناول موقع ذا هيل الأميركي الاحتجاجات الأخيرة التي شهدها العراق، وقال إن هذا البلد لم يصبح ميؤوسا منه بعد، لكن إذا استمرت الولايات المتحدة في تجاهله فسيصل قريبا إلى تلك المرحلة.

وقالت كبيرة الباحثين بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى آنا بورشيفسكايا في مقالها بالموقع، إنه وبعد 16 سنة من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، يواجه العراق حاليا تحديات مرعبة، لكنه لا يزال يتمتع بقدر معين من الحرية لا يوجد في أي دولة عربية أخرى بالشرق الأوسط باستثناء تونس.

وأضافت أنه إذا استمرت الولايات المتحدة في تجاهلها العراق، فإن هذه الحرية الهشة التي نالها العراقيون بتكلفة كبيرة ستذهب أدراج الرياح.

وأشارت إلى أنها حضرت ببغداد أخيرا مؤتمرا كان العراقيون والعراقيات يتحاورون فيه ويوجهون أسئلة صعبة إلى حكومتهم، كما شاهدت أول مجموعة صغيرة من المحتجين السلميين وبجوارهم تقف قوات الأمن بهدوء.

اضمحلال الطائفية
وأضافت أن الاحتجاجات الأخيرة في العراق اندلعت بسبب تدهور الخدمات الأساسية واستشراء الفساد والبطالة والاستياء من النفوذ المتزايد لإيران في البلد، وأشارت إلى أن العراقيين من مختلف الطوائف شاركوا فيها.

وقالت أيضا إن استطلاعات الرأي أظهرت أن النزعة الطائفية في العراق تشهد اضمحلالا وتفسح المجال لانبعاث نزعة وطنية، واصفة ذلك بالتطور الإيجابي.

لكن العراق يقف عند مفترق طرق، تقول الكاتبة، فمع انتشار المظاهرات السلمية والعفوية أطلقت الأجهزة الأمنية النار وقتلت أكثر من 100 شخص وفُرض حظر التجول وحجب الإنترنت.

وذكرت أنه وخلال وجودها في بغداد ظلت تعيد في ذهنها ما جرى في بلادها التي وُلدت بها روسيا، قائلة إنها بلد فقد فرصته في التسعينيات للانتقال إلى الديمقراطية، وبرز فلاديمير بوتين نتيجة لذلك الفشل ليعيد تعزيز قوة الدولة ويفسد الديمقراطية الناشئة في روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي.

الأمن الوهمي
ونقلت بورشيفسكايا أن البعض في بغداد عبروا لها عن قلقهم إذا لم تتغير الأمور قريبا، وأسروا لها بخوفهم من احتمال ظهور رجل قوي آخر، وقناعتهم بأن الأمن الذي يحققه الأقوياء هو في الغالب مجرد وهم، وأن الطغاة تاريخيا يجلبون الخراب لبلدانهم بدلا من النهضة.

وقالت إن العراقيين محقون في الاحتجاج على النفوذ الإيراني العميق والمتنامي في بلدهم، لكن الوضع أسوأ مما قد يدركون، إذ إن هناك استبداديين آخرين عيونهم على العراق، ومن دون تدخل أميركي سيتقدمون بسهولة، مشيرة إلى روسيا وتركيا والصين.

وأشارت إلى أن انسحاب أميركا من العراق خلال حكم الرئيس باراك أوباما ترك فراغا ملأه فورا تنظيم الدولة الإسلامية، وقالت إن الأميركيين والرئيس دونالد ترامب يتحدثون بشكل متزايد عن “ضرورة الخروج من الحروب التي لا تنتهي”.

الجزيرة