أعربت وزارة الخارجية المصرية عن صدمتها وقلقها البالغ بعدما حذر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد من أن بلاده “ستحشد الملايين” إذا اضطرت لخوض حرب بسبب النزاع مع مصر على مشروع سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا على نهر النيل.
وقالت الخارجية المصرية في بيان صدر مساء الثلاثاء إنها تتابع “بقلق بالغ وأسف شديد التصريحات التي نقلت إعلاميا ومنسوبة لرئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي إذا ما صحت”.
ورأت أن التصريحات “تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة اتصالا بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة، الأمر الذي تستغربه مصر باعتبار أنه لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على تناول لخيارات عسكرية”.
وأشار البيان إلى أن القاهرة تلقت دعوة من الإدارة الأميركية إلى عقد اجتماع لوزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن، من أجل “كسر الجمود الذي يكتنف مفاوضات سد النهضة”، وأنها قبلتها على الفور. وقال البيان إن مصر لم تتناول هذه القضية في أي وقت إلا من خلال الاعتماد على أطر التفاوض وفقا لمبادئ القانون الدولي.
التحذير الإثيوبي
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد أكد في وقت سابق الثلاثاء أن بلاده مستعدة لخوض حرب للدفاع عن سد النهضة إذا اضطرت لذلك، وفقا لما نقلته وكالة أسوشيتد برس، لكنه أضاف أن المفاوضات وحدها هي السبيل لحل الخلاف.
وجاءت تصريحات أحمد خلال جلسة للبرلمان الإثيوبي، أجاب فيها عن أسئلة البرلمانيين التي تناولت عددا من المسائل الحساسة، ومن أبرزها مشروع سد النهضة.
وشدد أحمد على أن بلاده مصممة على إتمام مشروع السد الذي بدأه قادة سابقون، لأنه مشروع “ممتاز”، بحسب تعبيره.
وانهارت المحادثات بين مصر وإثيوبيا هذا الشهر بشأن المشروع الذي تقدر قيمته بخمسة مليارات دولار، وهو الأكبر من نوعه في أفريقيا، واكتمل 70% من إنشاءاته.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي “يقول البعض أمورا عن استخدام القوة (من قبل مصر)، ينبغي التأكيد على أنه ما من قوة تستطيع منع إثيوبيا من بناء سد”.
وقال أحمد “إذا كانت هناك ضرورة للحرب فنستطيع حشد الملايين، وإذا كان البعض يستطيع إطلاق صاروخ، فالآخرون قد يستخدمون القنابل، لكن هذا ليس في مصلحتنا جميعا”.
وأوضح رئيس الوزراء الإثيوبي -الذي فاز بجائزة نوبل للسلام هذا الشهر- أن الحروب لن تفيد أي طرف، لا مصر ولا السودان ولا إثيوبيا، وقال إن السد سيُستكمل بطريقة لن تضر دول حوض النيل، نافيا وجود أي رغبة لدى بلاده في الإضرار بالمصريين.
في تلك الأثناء، نفت السفارة الإسرائيلية في القاهرة استخدام إثيوبيا نظما دفاعية إسرائيلية لحماية سد النهضة.
وقالت السفارة في صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك “أثيرت مؤخرا بعض الإشاعات عن أن النظم الدفاعية الإسرائيلية تستخدم لحماية سد النهضة”، وتابعت “رغم العلاقات الجيدة التي تجمعنا بدولة إثيوبيا، فإن هذه مجرد إشاعات، ودولة إسرائيل تقف على مسافة واحدة، حيث إن العلاقات مع مصر على أفضل حال”.
وأضافت “توجد بعض المصادر الصحفية العالمية التي أعلنت أنه توجد دولة أخرى هي التي باعت منظومة دفاعها إلى إثيوبيا”، لكن السفارة لم تذكر اسم هذه الدولة، وقالت إن إسرائيل تتمنى أن تحل مسألة السد بين الجانبين المصري والإثيوبي.
ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء الإثيوبي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غدا الأربعاء أو بعد غد الخميس، على هامش قمة روسية أفريقية في منتجع سوتشي الروسي.
وفاز آبي أحمد (43 عاما) بجائزة نوبل للسلام في 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تقديرا من لجنة الجائزة لإصلاحاته السياسية الواسعة وإحلاله السلام مع إريتريا بعد صراع طويل الأمد.
وتخشى مصر من أن يقلص سد النهضة حصتها من مياه النيل، وتناولت وسائل الإعلام المصرية الموالية للسلطة مسألة السد باعتبارها تهديدا للأمن القومي يستوجب القيام بعمل عسكري.
وقال الرئيس المصري أمس الاثنين إن بلاده تبذل جهودا حثيثة ومتوازنة للخروج من تعثر مفاوضات سد النهضة. وتدعو القاهرة إلى إشراك وسيط دولي في مفاوضات السد بعد وصولها إلى طريق مسدود، لكن أديس أبابا ترفض ذلك.
المصدر : أسوشيتد برس