تداعى منسقون للاحتجاجات الشعبية في العراق اليوم السبت إلى إقامة اعتصام مفتوح في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، بعد سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى في مظاهرات أمس الجمعة، وإعلان السلطات حظر التجول في ثماني محافظات جنوبية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية قولها إن ما لا يقل عن أربعين شخصا قتلوا أمس عندما تصدت قوات الأمن للمتظاهرين الذين خرجوا في احتجاجات جديدة على الفساد وتردي مستوى المعيشة، بعد موجة سابقة قبل أسبوعين خلفت حوالي 157 قتيلا وأكثر من ستة آلاف جريح.
وقال مراسل الجزيرة سامر يوسف من ساحة التحرير في وسط بغداد صباح اليوم إن المظاهرات ما زالت مستمرة، وإن المنسقين دعوا إلى الاعتصام في الساحة بدءا من الساعة الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي.
وأضاف المراسل أن المحتجين نصبوا خياما وسط الساحة، دون أن يقطعوا حركة المرور في الشارع.
وقال كريم الشاملي -وهو أحد المنسقين للاحتجاجات في البصرة- لوكالة الأناضول للأنباء إن المحتجين قرروا تحويل المظاهرات إلى اعتصام مفتوح بعد إعلان السلطات حظر التجول، وقال “لن نتراجع ولن نخضع لجميع أساليب الترهيب”، مضيفا أن “الاعتصام لن ينتهي إلى بتحقيق المطالب”.
وقال ياسين المكصوصي -وهو أحد المنسقين في محافظة ذي قار جنوبي العراق- إن منسقي الاحتجاجات في جميع المحافظات المنتفضة اتفقوا على تحويل المظاهرات الى اعتصام مفتوح.
بيان القيادة الأمنية
في تلك الأثناء، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية اليوم أنها ستتعامل مع قتلة المتظاهرين بحزم وقوة وفقا لقانون مكافحة الإرهاب، وقالت في بيان إن البعض “استغل هذه المظاهرات وعمل على قتل المواطنين، وإصابة آخرين وحرق الممتلكات العامة والخاصة ونهبها”.
وحذرت القيادة في الوقت نفسه من “العبث بأمن المواطنين”، مشيرة إلى أنه “ستكون هناك إجراءات صارمة بحق هؤلاء الذين لا يمتون للمتظاهرين السلميين بصلة”.
من ناحية أخرى، يعقد مجلس النواب العراقي اليوم جلسة خاصة لبحث مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء وتنفيذ حزم الإصلاحات.
وقد تجددت المظاهرات أمس في بغداد ومدن عراقية أخرى، للتنديد بتفشي الفساد وتردي الأوضاع المعيشية والمطالبة بإصلاحات سياسية، بعد ساعات من كلمة لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي تحدث فيها عن حزمة جديدة من الإصلاحات.
وفي بغداد، دوت صفارات الإنذار وسقطت قنابل الغاز المدمع وسط مجموعات من المتظاهرين الشبان يتدثرون بالعلم العراقي ويهتفون “بالروح بالدم نفديك يا عراق”.
وقالت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان إن ثلاثين قتيلا و2312 جريحا سقطوا في الاحتجاجات أمس في بغداد ومدن الوسط والجنوب.
ونقلت رويترز عن مصادر أمنية قولها إن ما لا يقل عن تسعة محتجين لقوا حتفهم عندما فتحت عناصر من جماعة عصائب أهل الحق تحرس المقر المحلي للجماعة في مدينة الناصرية النار بعد أن حاول المحتجون إحراق المقر.
وقالت مصادر في الشرطة والمشرحة إن 12 محتجا في مدينة الديوانية لقوا حتفهم عندما حوصروا في مبنى تابع لجماعة فيلق بدر أحرقه محتجون آخرون فيما يبدو دون علم بوجود آخرين بالداخل، وفقا لرويترز.
وقتل ضابط مخابرات وعضو في جماعة عصائب أهل الحق في اشتباك مع محتجين بمدينة العمارة جنوبي العراق، حسبما نقلت رويترز عن مصادر أمنية.
وبدءا من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي فرضت السلطات حظر التجول إلى حين إشعار آخر في البصرة والمثنى وواسط وبابل وذي قار جنوبي البلاد بعد إحراق المحتجين مكاتب لنواب ومقار أحزاب سياسية وجماعات مسلحة.
المصدر : الجزيرة + وكالات