يعتقد الكاتب ارييل كوهين في مقال نشره موقع”هيل” القريب من الكونغرس أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا سيؤدي إلى تاثيرات جغرافية وسياسية يحتمل أن تضر بالمصالح الأمريكية والحليفة على المدى البعيد، حتى مع وجود حقول النفط السورية في قبضة القوات الأمريكية.
ويشير كوهين في هذا السياق إلى أن الانسحاب سيترك الأكراد لوحدهم في مواجهة الجيش التركي والمليشيات المتحالفة مع الإسلاميين وبقايا تنظيم”الدولة” وجيش النظام والايرانيين والروس.
ولكن الأهم من ذلك، حسب رأي كوهين، أن الانسحاب الأمريكي سيخلق فراغا في السلطة تملأه خصوم أمريكا، من الجماعات السنية والشيعية المتطرفة إلى إيران وروسيا، وقد يكون نشر قوة أمريكية صغيرة لحراسة حقول النفط السورية في دير الزور خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكنه ليس كافيا في ضوء الوجود التركي الروسي المتزايد.
ويوضح الكاتب أنه بالنظر إلى الانسحاب من خلال عدسة الواقع، فإن المرء يرى عدداً من العيوب لسياسة الانفصال المتسرعة في سوريا، أولاً، إن قرار التراجع يأتي بتكلفة سمعة ملموسة قد تؤدي إلى خسارة الحلفاء الأكراد، وبالتالي افتقار الولايات المتحدة إلى أي دعم محلي وترك المنطقة أمام التهديدات “الارهابية” من تنظيم الدولة إلى تنظيم القاعدة .
الاستنتاج الذي خرج به كوهين هو أن القليل من الناس سيثقون بكلمة القيادة الأمريكية بعد هذا التخلي، والانسحاب يبعث برسالة لا لبس فيها إلى الحلفاء في جميع انحاء العالم: الولايات المتحدة ليست شريكاً موثوقاً به.
وهذا التصور، بالطبع، يفيد روسيا بشكل كبير، إذ قام الكرملين بعمل مثير للأعجاب وهو زيادة الاستفادة من الوجود العسكري في سوريا بأقل تكلفة على مدى السنوات الأربع الماضية ، والحديث للكاتب، والآن مع التعبئة الأمريكية، يمكن لروسيا أن تستفيد أخيراً من استثماراتها الجيوسياسية المتواضعة.
القدس العربي