أكدت مصادر عراقية سقوط قتيل وعشرات الجرحى في احتجاجات بالعاصمة بغداد اليوم السبت، في حين يتواصل احتشاد المتظاهرين بالعاصمة، وأغلقت السلطات ميناء أم قصر بالبصرة (جنوب) نتيجة الاعتصامات، كما دعت الحكومة الدول الأخرى إلى عدم التدخل.
ومع دخول المظاهرات المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومكافحة الفساد يومها التاسع، أفادت وكالة رويترز -نقلا عن مصادر أمنية وطبية- بسقوط قتيل و91 جريحا في احتجاجات بغداد، جراء استخدام القوات الأمنية قنابل الغاز المدمع ضد المتظاهرين لإرغامهم على التراجع من جسر السنك الذي يؤدي إلى المنطقة الخضراء حيث المباني الحكومية.
وأكد مراسل الجزيرة أن ساحتي التحرير والسنك تشهدان احتشاد عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين توافدوا مساء، حيث عبّر الكثيرون عن سخطهم لعدم وجود استجابة ملموسة من السلطات لمطالبهم بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق عن خفض فترة حظر التجول من ست ساعات إلى أربع وتبدأ من الساعة الثانية فجرا حتى السادسة صباحا.
محافظات الجنوب
وفي البصرة، أعلنت هيئة المنافذ إغلاق ميناء أم قصر نتيجة استمرار اعتصامات المتظاهرين أمام بوابة الميناء وقطعهم الطرق، في حين أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالعراق سقوط 120 مصابا عند الميناء، عندما استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المدمع بصورة مباشرة تجاه المتظاهرين، كما أطلقت الرصاص الحي لتفريقهم.
وفي السياق ذاته، أغلق المحتجون طرقا مؤدية إلى حقل مجنون النفطي ومنعوا الموظفين من الوصول إليه، لكن مصادر نفطية قالت إن العمليات لم تتأثر.
وقال ناشطون في احتجاجات محافظة ذي قار جنوبي البلاد إنه تقرر إعلان العصيان المدني في المحافظة على خلفية عدم استجابة الحكومة الاتحادية والبرلمان لمطالب الشعب، حيث تجمع الآلاف من غالبية عشائر المحافظة في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية مركز المحافظة.
وأكد منظمو الاعتصام أنهم سيبدؤون غدا الأحد بقطع الجسور وإغلاق المؤسسات الحكومية ما عدا الأمنية والمؤسسات المرتبطة بالجانب الصحي.
عدم التدخل
في الجانب السياسي، قالت الخارجية العراقية في بيان إنه “مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح، وصدور بيانات من دول أجنبية ومنظمات دولية، تؤكد الحكومة على احترام إرادة العراقيين في المطالبة بحقوقهم واختيار حكومتهم، وعلى حقهم في حرية التعبير، وبما لا يخلّ بالنظام العام والآداب”.
ودعت الوزارة جميع الأطراف الأجنبية إلى ضرورة الالتزام بمبدأ احترام سيادة العراق وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدولة.
يأتي ذلك بعد يوم من تصريح لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو انتقد فيه السلطات العراقية، وطالبها بالاستجابة إلى مطالب الشعب “المشروعة” وتخفيف القيود “الشديدة” التي فرضت مؤخرا على حرية الصحافة والتعبير.
أما المرشد الإيراني علي خامنئي فوصف المتظاهرين في العراق ولبنان مؤخرا “بالمشاغبين”، داعيا في الوقت نفسه من وصفهم “بالحريصين” في هذين البلدين إلى “معالجة أعمال الشغب”.
المصدر : الجزيرة + وكالات