تضاربت الأنباء حول عدد القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد اليوم، فذكرت مراسلة الجزيرة هناك أن مصادر أمنية وطبية عراقية ذكرت أن القتلى الذين سقطوا في ساعات الصباح كانوا اثنين ثم عدلوا العدد إلى ثلاثة.
وأضافت مراسلة الجزيرة أن مصادر ميدانية ذكرت أن أربعة متظاهرين آخرين سقطوا قتلى مساء، وهو ما يُرجح ارتفاع القتلى إلى سبعة. في حين أصيب العشرات بجراح مختلفة.
من جهته نفى المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف اليوم الأخبار “الملفقة” التي تناولتها بعض وسائل الإعلام بشأن حدوث خسائر بالأرواح في ساحتي التحرير والخلاني وسط بغداد.
وقال اللواء خلف في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية (واع) الرسمية “لم يحدث أي احتكاك بين القوات الأمنية والمتظاهرين”.
وكانت مصادر طبية قد ذكرت في وقت سابق أن متظاهرين اثنين قتلا صباحا جراء إطلاق قوات الأمن قنابل الغاز مباشرة على رأسيهما، كما أصيب أكثر من خمسين آخرين.
وذكرت مراسلة الجزيرة في بغداد فرح الزمان شوقي أنها شاهدت مساء اليوم أعمدة من الدخان تتصاعد بالقرب من جسري الأحرار والشهداء، موضحة أن ذلك يشير إلى وقوع اشتباكات جديدة بين قوات الأمن والمتظاهرين هناك.
إطلاق معتقلين
كما أفادت المراسلة بأن القضاء العراقي أعلن اليوم إطلاق سراح أكثر من 2400 شخص منذ بداية الاحتجاجات، ولكن لم يذكر عدد المحتجين الذين مازالوا بالسجون.
وكان جسر الأحرار في بغداد قد شهد في وقت متأخر من ليلة أمس اشتباكات محدودة بين المتظاهرين وقوات الأمن، بعد أن قامت الأخيرة بحرق عدد من خيامِ ومؤنِ المتظاهرين وأبعدتهم عن الجسر، بعدها تمكنوا من العودة إلى أماكنهم.
محافظات الجنوب
وخارج بغداد، أدت الاحتجاجات إلى إقفال العديد من الدوائر الحكومية وقطع الطرق المؤدية إلى مرافق حيوية، لا سيما موانئ مثل خور الزبير وأم قصر بمحافظة البصرة الغنية بالنفط.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن المتظاهرين أغلقوا مقار حكومية ومدارس في مدن الحلة والناصرية والديوانية والكوت بالجنوب.
وذكر مراسل الجزيرة أن هناك حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن بمحافظات وسط وجنوب البلاد، إذ يحاول المحتجون إغلاق طرق مؤدية إلى موانئ وحقول نفطية فتقوم قوات الأمن بالتدخل لإعادة فتحها.
وأضاف أن قوات الأمن أعادت صباح اليوم فتح الطريق المؤدية إلى حقل العشرين النفطي، كما فتحت معبر سفوان الحدودي مع الكويت بعدما أغلقه المحتجون، وسد المتظاهرون الطريق المؤدية إلى ميناء خور الزبير.
وفي ذي قار بالجنوب أيضا، قالت مصادر محلية إن الأمن أطلق قنابل الغاز والرصاص الحي لتفريق المحتجين الذين حاولوا اقتحام إحدى شركات النفط بالمحافظة.
ولا تزال المدارس والجامعات والمعاهد وعدد من المؤسسات والمحال التجارية تغلق أبوابها، خاصة المحافظات الجنوبية.
من جانبها، قالت مفوضية حقوق الإنسان بالعراق إن تسعةَ متظاهرين قتلوا، و135 آخرين جرحوا كما اعتقل 108 متظاهرين خلال الأيام الخمسة الماضية في بغداد وذي قار والبصرة جنوبي البلاد.
وقال بيان للمفوضية إن الإحصائية توثق أحداث الظاهرات في بغداد وعدد من المحافظات للفترة من 16 إلى 20 من الشهر الجاري، وأشارت إلى استمرار استخدام الرصاص الحي والمطاطي والغازات المسيلة للدموع وتسببها بمقتل متظاهرين بواقع اثنين بمحافظة ذي قار وواحد بمحافظة البصرة وستة في بغداد وإصابة 135 متظاهرا في العاصمة واعتقال 108 متظاهرين.
وطالبت المفوضية القائد العام للقوات المسلحة بضرورة إلزام الأجهزة الأمنية بعدم استخدام الرصاص الحي والمطاطي والغازات المسيلة للدموع ضد المتظاهرين السلميين، ودعوة مجلس القضاء الأعلى لإطلاق المتظاهرين السلميين الموقوفين.
وحذرت من استمرار ارتفاع حالات الخطف والاغتيال والذي طال عددا من المتظاهرين والمدونين والناشطين والمحامين والصحفيين من جهات مجهولة.
ومنذ بداية المظاهرات مطلع الشهر الماضي قُتل أكثر من 330 شخصا في بغداد والجنوب، في أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
المصدر : الجزيرة + وكالات