قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الدول العربية تنهار في الوقت الذي تتمتع فيه إسرائيل بالاستقرار، مشيرة إلى أن الإرهابيين القتلة أصبح لهم موضع قدم في تلك الدول غير موازين القوى في الشرق الأوسط بأكمله وأدى إلى زيادة نفوذ إسرائيل.
وذكرت المجلة في مقال لها نشر في 30 تشرين الاول/اكتوبر 2014 أنه من جهة أخرى فإن هناك حربا باردة بين الدول العربية وبعضها، مشيرة إلى أن الإمارات والسعودية تواجه قطر ومعها تركيا.
وأضافت المجلة أن تبعات الفشل الحكومي في الدول العربية أو غياب الحكومات تماما في بعض الأحوال أدى إلى مشاكل داخلية فيها، لكن الحقيقة المرة ـ كما تقول المجلةـ أن الدول العربية تنهار، مشيرة إلى أن سوريا وليبيا مزقتها الحروب الأهلية، بينما فقدت العراق فكرة الدولة المركزية في الوقت الذي تواجه فيه اليمن تمرد الحوثيين.
وتابعت المجلة أن لبنان لا يستطيع السيطرة على حدوده منذ سنوات، في حين أن الدولة الفلسطينية الفتية تعصف بها الانقسامات السياسية، مشيرة إلى أنه حتى الدول التي لديها أنظمة سياسية قائمة مثل مصر والأردن تأثرت بما يحدث حولها بسبب المشكلات الاقتصادية التي لم ينجو منها سوى تونس وكردستان بسبب السياسات الحكومية المتميزة تجاه العامة.
ولفتت المجلة إلى أن دول الخليج لديها تخوفات جمة من الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة في الوقت الحالي.
وألمحت المجلة إلى أنه من المتناقضات في الشرق الأوسط أن إيران وإسرائيل وتركيا ـ الدول غير العربية في المنطقةـ مازالت تتمتع بالاستقرار السياسي والقوة الاقتصادية التي تسمح لكل منها أن تحرك قواتها العسكرية خارج حدودها.
وأضافت المجلة أن إدارة أوباما اتخذت موقف غامض بالنسبة للمعارضة السورية إذ لم تقدم لها الدعم الكافي ولم تفعل شيء مؤثر لإضعاف الأسد، وأن خطوط أوباما الحمراء فقدت قيمتها بعد استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
ولفتت المجلة إلى أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الفوضى في الشرق الأوسط مشيرة إلى أنه كان بإمكانها توجيه ضربات جوية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد دعم المعارضة بمزيد من الأسلحة في سوريا إضافة إلى اتخاذها موقف أكثر خشونة تجاه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، مشيرة إلى أنه لو قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتلك الأفعال لتغير الحال.
وأوضحت المجلة أن فشل الحكومات الشيعية في العراق وسوريا وقمع الشيعة للسنة أدى إلى تحول السنة إلى طاقة دفع كبيرة لداعش في ظل غياب الحلول السياسية. فإن انهيار الشرق الأوسط وانتشار الفوضى فيه تمثل الكثير لسياسة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، مشيرة إلى أنها أصبحت تفاضل بين اختيارات جميعها صعبة وعدد أصدقاء أقل.
على أن الشرق الأوسط بات منقسما بين إيران وحزب الله ونظام الأسد الذين يمثلون الشيعة في جانب وبين الإمارات والسعودية والبحرين ومصر في جانب آخر.
ولفتت المجلة إلى أن الولايات المتحدة تحتاج إلى التقارب مع إيران لتحقيق الاستقرار في العراق وفي ذات الوقت لا ترغب في إزعاج أصدقائها من دول الخليج من تلك الخطوات، مشيرة إلى أنه يجب عليها في ذات الوقت أن تواجه طموحات إيران في المنطقة في ذات الوقت الذي تفاوضها على ملفها النووي.
وأضافت المجلة أن انهيار الشرق الأوسط يعنى مزيد من اعتماد الولايات المتحدة على إسرائيل التي يتزايد تأثيرها في المنطقة حاليا، لكنها أشارت إلى الاضطرابات التي وصلت إلى ذروتها بين نتنياهو وأوباما على الرغم من أن إسرائيل وأمريكا كلاهما في خندق واحد أمام داعش.
ولفتت المجلة إلى أن مسؤولية انهيار الشرق الأوسط مشتركة بين جورج دبليو بوش الذي اتخذ قرارا يفتقر إلى الحكمة بدخول العراق عام 2003، وأوباما الذي انسحب منها في وقت مبكر، إضافة إلى مشاركة الإدارة الأمريكية حاليا في الأزمة السورية بطريقة أكسبتها كراهية الناس هناك.
وختمت المجلة أن الشرق الأوسط أصبح في حالة فوضى، لن يستطيع أحد إيقافها، لكن الولايات المتحدة ستحافظ على مصالحها الحيوية في المنطقة، مشيرة إلى أنها ستضع أقدامها على الأرض التي تمكنها من الوصول إلى أهدافها.
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية
http://www.foreignpolicy.com/articles/2014/10/30/middle_east_meltdown_islamic_state_isis