ما الذي تعنيه زيارة مسؤول سوري كبير لسلطنة عمان؟

ما الذي تعنيه زيارة مسؤول سوري كبير لسلطنة عمان؟

20150807-20150807_091814_0

يوم الخميس، أرسلت الحكومة السورية وفدًا رفيع المستوى إلى سلطنة عمان، وهي الدولة الخليجية التي ساعدت تاريخيًا كوسيط في المفاوضات الساعية لحل الصراعات الإقليمية. وكان على رأس الوفد السوري وزير خارجية النظام، وليد المعلم، في أول زيارة له إلى سلطنة عمان منذ بدء الحرب السورية قبل أكثر من أربع سنوات.

وأثارت هذه الزيارة، التي تم ترتيبها بناء على دعوة من العمانيين، تكهنات جديدة بأن هناك تكثيف للقوة الدبلوماسية في سبيل إيجاد حل لإنهاء الحرب السورية. وسلطت وكالات الأنباء الرسمية في سوريا وسلطنة عمان الكثير من الضوء على الزيارة، التي سييلتقي خلالها المعلم مع نظيره العماني، يوسف بن علوي. ولم يتم الكشف عن تفاصيل محددة، ولكن وكالة سانا السورية للأنباء قالت إن الطرفين على حد سواء وافقا على أن “الوقت قد حان لتوحيد الجهود البناءة لوضع حد للأزمة في سوريا”.

وقد أدت الحرب في سوريا إلى مقتل ربع مليون إنسان، ونزوح نصف سكان سوريا، وخلق حاضنة حيوية للتطرف الإسلامي، وزرع عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

وجاءت زيارة المعلم وسط علامات أخرى على وجود تحولات دبلوماسية محتملة فيما يخص سوريا. ويأتي كل هذا أيضًا جنبًا إلى جنب مع مؤشرات على أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بدأت تفقد الأرض عسكريًا.

وفي الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، عن أنه دعا مجموعة من السوريين للمشاركة في مناقشات منفصلة بشأن كيفية استئناف محادثات السلام. وأيضًا، بدأت الولايات المتحدة وتركيا جهدًا عسكريًا مشتركًا الأسبوع الماضي لضرب أهداف الدولة الإسلامية في سوريا، ولتوفير مناطق آمنة على طول الحدود الشمالية السورية الممتدة على مسافة 500 ميل مع تركيا.

وفي حالة نادرة من التعاون في الشأن السوري، وافقت الولايات المتحدة وروسيا يوم الأربعاء على مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتحديد ومحاسبة مستخدمي قنابل الكلور في الحرب، على الرغم من أنه يعتقد على نطاق واسع بأن القوات الموالية للرئيس الأسد هي الطرف المسؤول عن هذا الاستخدام.

وقد لعبت عمان في كثير من الأحيان دورًا هادئًا كموفق ووسيط بين المواقف المختلفة في المنطقة. وساعدت السلطنة في السنوات الأخيرة بالتوسط في الإفراج عن عمال الإغاثة الفرنسيين المحتجزين من قبل متطرفي تنظيم القاعدة في اليمن، وعن ثلاثة من الأمريكيين المحتجزين في إيران.

واستضافت عمان أيضًا مجموعة من المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وإيران منذ بضع سنوات، وهو ما ساعد في إحياء مفاوضات البرنامج النووي الإيراني التي أسفرت عن اتفاق الشهر الماضي.

وتعد عمان الدولة الوحيدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست التي لم تنضم للتحالف العسكري بقيادة السعودية لقصف اليمن. وفي الأشهر الأخيرة، سعت السلطنة للمساعدة في إيجاد حل للصراع هناك أيضًا.

وقد توترت العلاقات بين الأسد المتحالف بشكل وثيق مع إيران، والعديد من الدول الأخرى في المنطقة، بسبب الحرب في سوريا. وكانت الحرب قد بدأت في مارس 2011 كانتفاضة سياسية ضده، وتحولت في وقت لاحق إلى نزاع مدني أصبح أرضًا خصبة للجماعات المتطرفة، وعلى الأخص الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

وفي الشهر الماضي، اعترف الأسد على شاشة التلفزيون الوطني بأنه يواجه مشكلة في التجنيد للقوات المسلحة، وبالتنازل عن أراضي لصالح الدولة الإسلامية، خاصةً في شمال وشرق سوريا.

ويوم الخميس، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي مجموعة مراقبة مقرها في بريطانيا، إن مقاتلي الدولة الإسلامية استولوا على القريتين، وهي بلدة في وسط سوريا. وإذا ما تم تأكيد هذا الخبر، فسيكون هذا أول استيلاء للمجموعة على بلدة ذات أهمية استراتيجية في سوريا منذ سيطرة مقاتلي الدولة الإسلامية على مدينة تدمر القديمة في مايو.

التقرير