أسماء فلسطينية على شوارع مدينة مغربية

أسماء فلسطينية على شوارع مدينة مغربية

في مبادرة تعكس ارتباط المغاربة الوجداني بالقضية الفلسطينية، قررت بلدية أكادير (جنوب) إطلاق أسماء فلسطينية على بعض أزقة المدينة وشوارعها.
وصوت المجلس الجماعي الذي يسيره حزب العدالة والتنمية -قائد الائتلاف الحكومي- على هذا القرار بالإجماع في اجتماعه الأخير بداية الشهر الجاري.
وقالت نائبة عمدة أكادير خولة أجنان للجزيرة نت إن الأمر يتعلق بتسمية حوالي 40 شارعا وزقاقا بأسماء مدن وقرى وبلدات فلسطينية بأحد الأحياء المعروفة بالمدينة، وهو حي القدس، مشيرة إلى أن تسمية الشوارع والأزقة جاءت في انسجام مع اسم الحي.
ومن الأسماء التي تضمنتها لائحة صادق عليها المجلس: بيت لحم، بئر السبع، جنين، خان يونس، النقب، الخليل، حيفا، صفد، بيسان، عكا، أريحا.
وأوضحت أجنان أن القرار جاء تفاعلا مع مبادرة من جمعيات الحي للتأكيد على رمزية ومركزية القضية الفلسطينية العادلة في الضمير المغربي، وكذلك القرارات والتوجهات السياسية لأعلى سلطة في البلاد.

عريضة أكادير
وكانت شبكة جمعيات أكادير قد وجهت عريضة لمجلس جماعة أكادير في يونيو/حزيران الماضي تطلب فيها تسمية شوارع وأزقة ومجمعات سكنية بأكادير بأسماء فلسطينية، وحسب ما جاء في العريضة فإن هذه الجمعيات تأمل من خلال هذا المقترح الإسهام في صيانة الذاكرة الجماعية والعلاقة التاريخية بفلسطين.

وعزت الشبكة التي تضم حوالي 40 جمعية تقديمها العريضة للمجلس الجماعي بمرور قضية فلسطين في الفترة الحالية بأصعب مرحلة في تاريخها، “من خلال محاولة دولة الاحتلال الصهيونية وبتواطؤ مع الدول الغربية وبعض الدول العربية طمس هويتها وقدسيتها عند أهل الديانات الثلاث عموما، والمسلمين خصوصا”.

وقالت إنها بذلك تستحضر نضالات الشعب الفلسطيني في سبيل حريته وحقه الأبدي في العودة إلى أراضيه المغتصبة، معتبرة أن مساندة الشعب الفلسطيني في محنته واجب شرعي وإنساني.

ورحب الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عزيز الهناوي, بهذه المبادرة، معتبرا في حديث للجزيرة نت أنها تنبئ عن عمق العلاقة التاريخية بين المغاربة وفلسطين عبر القرون، وإشارة قوية في سياق الهجمة الصهيو أميركية” على القدس وفلسطين في إطار ما يسمى صفقة القرن.

ووصف هذه المبادرة بكونها “شبه انتفاضة” من بلدية مدينة أكادير على كل مشاريع التطبيع والاختراق الصهيوني التي كانت المدينة ولا تزال مسرحا لها.

القضية الفلسطينية
وبينما ثمنت هذه المبادرة الأوساط المحلية وأوساط المدافعين عن القضية الفلسطينية في أكادير عاصمة منطقة سوس الأمازيغية، رأت فيها بعض الحساسيات محاولة لتعريب المدينة وسلخها عن هويتها الأمازيغية.

وقللت نائبة العمدة مما قالت إنه “لغط أثاره البعض وشابته مغالطات ومبالغات”، ورأته مزايدات سياسية ومحاولة فاشلة من بعض الجهات للتخندق ضد الاختيارات المحسومة للضمير والوجدان المغربي، بإثارة جدل هوياتي يروم الفصل بين الانتماء الأمازيغي -المغربي والإسلامي- العربي لمواطني مدينة أكادير.

بدوره، استغرب الناشط الأمازيغي المناهض للتطبيع عزيز الهناوي ما يروج عن غضب واحتجاج أشخاص ونشطاء محسوبين على الحركة الثقافية الأمازيغية إزاء هذه الخطوة بدعوى انتهاكها للهوية الأمازيغية للمدينة.

وتساءل: متى كانت فلسطين مناقضة للهوية الوطنية المغربية، ومتى كانت هذه الهوية لديها حساسية من فلسطين؟ مؤكدا أن المغاربة دأبوا على اعتبار فلسطين قضية وطنية ودعموها قبل الاستقلال، “والقائد الأمير المجاهد البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي أكبر دليل على ذلك”، وفق تعبيره.

ويرى المناهضون للتطبيع في هذه المبادرة رسالة وجوابا على عدد من الأحداث التطبيعية التي شهدتها مدينة أكادير، كان آخرها عزف النشيد الإسرائيلي في سابقة هي الأولى من نوعها في البلاد، أثناء تتويج ثلاث لاعبات إسرائيليات في بطولة الجائزة الدولية الكبرى ﻟﻠﺠﻮﺩﻭ في دورتها الأولى التي احتضنتها أكادير في مارس/آذار الماضي، وهي الواقعة التي أثارت غضبا واستهجانا كبيرين في المغرب.

سناء القويطي

الجزيرة