أردوغان يسوّق لمبرّرات التدخل العسكري في سوريا

أردوغان يسوّق لمبرّرات التدخل العسكري في سوريا

أنقرة – قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، إن بلاده موجودة في سوريا من أجل إعادة الحرية إلى الأشقاء العرب والأكراد هناك. وأوضح أردوغان، في خطاب بالعاصمة أنقرة، أن القضية السورية مسألة حرية ووحدة تراب.

وأضاف أن تركيا تعتبر أمن وسلامة العرب في سوريا قضية تخصها. وعن التركمان في سوريا، قال: هم إخواننا وأشقاؤنا وسلامتهم واستقرارهم قضيتنا.

وقال مراقبون إن تصريحات الرئيس التركي تمهد للتدخل العسكري التركي في سوريا من خلال تبريرات واهية بعد انسحاب القوات الأميركية من المنطقة، حيث قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الاثنين إن وزير الدفاع المستقيل جيمس ماتيس وقع أمرا بسحب القوات الأميركية من سوريا تنفيذا لقرار اتخذه الرئيس دونالد ترامب وكان أحد أسباب استقالة ماتيس الأسبوع الماضي.

وقال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين إن قادة عسكريين أميركيين سيزورون تركيا للاجتماع بنظرائهم الأتراك وبحث التنسيق بشأن سوريا.

واضاف إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان إنه لن يكون هناك أي تراجع أو تهاون في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية مضيفا أن تركيا ستعمل عن كثب مع روسيا في سوريا.

وتأتي تبريرات الرئيس التركي فيما أفادت وسائل إعلام تركية الإثنين أنّ أنقرة أرسلت تعزيزات عسكرية إضافية إلى حدودها مع سوريا استعداداً لهجوم يحتمل أن تشنّه داخل الأراضي الشمالية لجارتها الجنوبية بعد الانسحاب المرتقب للجنود الأميركيين من هذه المنطقة.

والدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعمل تحت لواء قوات سوريا الديموقراطية (قسد) شكّل لمدّة طويلة مصدر توتر بين الولايات المتحدة وتركيا الحلفين في حلف الأطلسي.

ويبدو أن ترامب وأردوغان، مع تحرك ترامب للخروج من سوريا وثقته بأن تركيا ستقضي على تنظيم الدولة الإسلامية، يتجهان نحو تحسين العلاقات بين بلديهما بعد تأزمها بسبب اعتقال تركيا لقس أميركي، أطلق سراحه لاحقاً.

وتم نشر قافلة عسكرية تركية تضمّ مدافع هاوتزر وبطاريات مدفعية بالإضافة إلى وحدات مختلفة من القوات المسلحة في منطقة إلبيلي الحدودية في محافظة كيليس، في حين قسماً من هذه القافلة دخل الأراضي السورية والتعزيزات العسكرية ستتمّ بشكل “تدريجي”.

وبدأت التعزيزات بنشر حوالي 100 آلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما أفادت صحيفة حرييت التركية، وعبرت تلك الآليات إلى منطقة الباب في شمال سوريا.

وكانت تلك الآليات متوجهة نحو جرابلس ومنبج التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة وتصنفها أنقرة “إرهابية” وعلى ارتباط بالمتمردين الأكراد داخل تركيا.

وأشادت تركيا بقرار ترامب الانسحاب من سوريا، إذ ستحصل الآن على مزيد من الحرية باستهداف المسلحين الأكراد في الشمال الذين سلحتهم ودربتهم الولايات المتحدة ولعبوا دوراً أساسياً في الحرب ضد تنظيم داعش.

العرب