اتهامات بـ”تغيير ديموغرافي” وترقب لوساطة أميركية

اتهامات بـ”تغيير ديموغرافي” وترقب لوساطة أميركية

لم تكد تنتهي أزمة رفع علم كردستان على مباني حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني” في كركوك قبل أيام حتى عادت الأوضاع في المحافظة المتنازع عليها إلى التصعيد من جديد، وسط اتهامات كردية لإدارة المحافظة بإحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة، بينما يجري الحديث عن وساطة أميركية قريبة لتهدئة أزمات المحافظة.
وتجري القوات العراقية في مناطق كركوك، عمليات انتشار لضبط أمنها والسيطرة على أي محاولات لإثارة الفتنة في المحافظة المتنازع عليها، في وقت تطارد المتبقين من تنظيم “داعش”، الذين يحاولون تنفيذ أعمال عنف في المحافظة.

وقال ضابط في قيادة عمليات دجلة (التشكيل العسكري المسؤول عن أمن محافظتي كركوك وديالى)، إنّ “القوات أجرت خلال اليومين الأخيرين إعادة انتشار في مناطق المحافظة بالتنسيق مع فصائل الحشد الشعبي، وإنّ هذا الانتشار يهدف إلى تعزيز أمن كركوك بشكل عام وفق المعطيات الميدانية، لإحباط أي محاولة لإثارة المشاكل، فضلاً عن أنّ خطة إعادة الانتشار تتضمن ضبط الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها التنظيم”.

وأضاف أنّ “عمليات الانتشار لم تستثن منطقة دون أخرى في المحافظة، وبحسب أهمية المناطق وخطورتها”.

وأثارت عمليات الانتشار العسكري المخاوف الكردية، وقد اتهم مسؤولون كرد إدارة محافظة كركوك الحالية بـ”إحداث تغيير ديموغرافي” ضد الأكراد.

وقال القيادي في “الاتحاد الوطني الكردستاني”، شوان الداودي، في تصريح صحافي، إنّ “الحكومة المركزية تركت المحافظة بيد مافيات تديرها”، مبيناً أنّ “عمليات تغيير ديموغرافية تجري اليوم في أحياء كركوك، وهي مستمرة”.

ونقلت وكالات أنباء محلية كردية، أخباراً أفادت بأنّ “قوات من الشرطة في كركوك، أبلغت الأسر الكردية في منطقة حي عرفة النفطي في كركوك، بإخلاء المنطقة وإخلاء منازلهم، واعتبرتهم متجاوزين عليها”.

وتنفي الحكومة المحلية في كركوك التي يترأسها (مسؤولون من المكونين العربي والتركماني)، تلك الأنباء، متهمة القيادات الكردية بمحاولة إرباك المشهد في كركوك، من خلال توجيه الاتهامات لإدارتها ولأجهزتها الأمنية.

في الأثناء، كشف مسؤول كردي رفيع، عن “وساطة أميركية للتهدئة في محافظة كركوك، والتمهيد لحوار بين أطراف النزاع فيها”.

وقال قيادي في حزب البارزاني لـ”العربي الجديد”، إنّ “زعيم الحزب الديموقراطي مسعود البارزاني، بحث مع وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، الذي زار أربيل قبل عدّة أيام، موضوع كركوك، وخطورة استمرار الاستفزاز فيها”، مبيناً أنّ “بومبيو بدوره وعد بوساطة أميركية للتهدئة، وأنّ النتائج ستكون قريبة”.

وأكد أنّ “بومبيو حث البارزاني على ضبط النفس خلال هذه الفترة، بينما أجرى اتصالات مع رئيس الحكومة المركزية عادل عبد المهدي بهذا الشأن”، مؤكداً: “ننتظر نتائج مباحثاته مع عبد المهدي”.

وكانت قوات عراقية دخلت كركوك مجدداً، الأسبوع الفائت على خلفية رفع حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني” علم كردستان على مقاره في المحافظة.

وأثار دفع الحكومة العراقية، وفصائل مليشيات “الحشد الشعبي” أعداداً كبيرة من قواتها إلى كركوك مخاوف الكرد من أجندات جدبدة في المحافظة، بينما أكد مسؤولون أنّ الغرض من تلك القوات هو تأمينها وحماية كافة مكوناتها، نافين أي ضغوط أو تهديدات تمارسها تلك القوات على الكرد.

العربي الجديد