طرابلس – نجح الجيش الوطني الليبي في إسقاط طائرة مسيرة تركية في محيط العاصمة الليبية، وهذا يؤكد الفشل الذريع للنموذج التركي من الطائرات دون طيار والتي تحاول أنقرة تسويقها للعالم.
وعكست عملية إسقاط الطائرة المسيرة، وهي الثانية في غضون 24 ساعة، حجم الخلل في هذه الطائرة، خاصة أن تركيا الداعمة لميليشيات حكومة الوفاق تعول عليها لتحقيق اختراق في صفوف قوات الجيش.
وأعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، الأربعاء، تمكن منصات الدفاع الجوي من إسقاط طائرة مسيرة تركية في محيط منطقة سوق الخميس جنوب طرابلس.
ويأتي هذا بعد أقل من 24 ساعة على إعلان الجيش الليبي، مساء الثلاثاء، عن إسقاط طائرة مسيرة من طراز “بيرقدار” التركية في محور جنوب العاصمة الليبية.
وكان خبراء عسكريون قد كشفوا في تقرير استخباري يوناني عن وجود عيوب أصلية في إنتاج طائرات “بيرقدار” التركية وعدم قدرتها على الاستمرار في العمل لفترة أطول. وتراهن أنقرة على الطائرة المسيرة في بسط نفوذها في المتوسط خاصة مع الاكتشافات الكبرى في مجال الغاز.
وسوّقت أنقرة في السنتين الأخيرتين لمجموعة من الصفقات تركز أغلبها مع قطر وليبيا، بالإضافة إلى صفقة أخرى مع أوكرانيا لبيع طائرات دون طيار من طراز بيرقدار (تي بي-1 وتي بي- 2).
وصناعة الطائرات المسيرة “الدرون” شهدت صعودا لافتا منذ أن سلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مفاتيحها إلى صهره المهندس سلجوق بيرقدار والشركة التركية للصناعات الدفاعية (بيكار).
وتُمثل بيرقدار تي بي 2 العمود الفقري للصناعة الجوية الدفاعية التركية، وأحد أكثر منتوجاتها مبيعا. لكنها اليوم تواجه انتكاسة لافتة بعد صدور تقارير موثّقة تكشف أن هذه الطائرة ليست بـ”الكمالية” التي يروّج لها النظام التركي. وكان أول من اعترف بذلك جنود أتراك فرّوا من بلادهم ليلة عملية الانقلاب الفاشلة في أغسطس 2015. وتأكدت صحة ذلك إثر عمليات إسقاط متتالية لطائرات من هذا النوع تعود ملكيتها إلى حكومة الوفاق في ليبيا.
وتتدخل تركيا بشكل مباشر في النزاع الليبي عبر الاستمرار في إرسال مرتزقة سوريين للقتال إلى جانب الميليشيات في طرابلس، وهو ما أكد عليه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي كشف أن بلاده تؤكد تقارير فريق خبراء مجلس الأمن بشأن نقل المسلحين إلى ليبيا بمساعدة من تركيا.
العرب