استنفار في الشرق الأوسط مع اتساع دائرة تفشي كورونا

استنفار في الشرق الأوسط مع اتساع دائرة تفشي كورونا

لندن – باتت معظم دول منطقة الشرق الأوسط في حالة استنفار قصوى كما تم اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة في ظل اتساع دائرة تفشي فيروس كورونا وتسجيل إصابات جديدة في كل من الكويت والبحرين والعراق إضافة إلى إيران التي تعد البؤرة الثانية بعد الصين للفيروس.

وأعلنت البحرين عن اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس “كورونا”، حيث تم تعليق الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال لمدة أسبوعين.

ويأتي ذلك بعد تسجيل ست حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا المتحور الجديد “كوفيد 19″، ليرتفع بذلك عدد المصابين بالفيروس في المملكة إلى 23.

بدورها منعت السلطات الكويتية السفن القادمة أو المتجهة إلى الصين أو كوريا أو إيطاليا أو سنغافورة أو تايلاند أو اليابان أو العراق من التوقف في الموانئ الكويتية، وذلك كإجراء لوقف انتشار المرض في البلاد، حيث ارتفع عدد المصابين بالفيروس إلى 12 حالة، بعد تسجيل ثلاث إصابات جديدة.

وقالت وزارة الصحة الكويتية إن “الحالات الجديدة المصابة بالفيروس لثلاثة مواطنين مرتبطين بالسفر إلى إيران”.

وفي السياق ذاته، أبدت دولة الإمارات العربية المتحدة استعدادها لمواجهة أسوأ الاحتمالات” مع انتشار فيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط.

وقال مسؤول بالهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث إن الإمارات لديها منشآت كافية لوضع المرضى في الحجر الصحي وأن الجهات المعنية تلقت توجيهات “بمتابعة كل الوافدين إلى البلاد متابعة كاملة”.

وكانت اتخذت شركات طيران عربية في وقت سابق إجراءات مماثلة بتعليق جميع الرحلات من وإلى إيران.

وشُخصت إصابة 13 شخصا بالمرض في الإمارات تعافى ثلاثة منهم واثنان في حالة خطيرة.

كما ارتفعت حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد في إيران إلى 15 بعد وفاة ثلاثة مصابين أمس الثلاثاء، وسط دعوات من الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى التزام الهدوء، في حين طالب وزير الخارجية الأميركي طهران بـ”قول الحقيقة” في ما يتعلق بتفشي الوباء.

وأظهرت اختبارات إصابة نائب وزير الصحة وأحد أعضاء البرلمان في إيران بالفيروس، وسجلت إيران أعلى عدد لوفيات الفيروس خارج الصين التي ظهر فيها المرض في ديسمبر وأودى بحياة ما يزيد على 2600 شخص.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مؤتمر صحافي في واشنطن إن “النظام الإيراني ربما يكون أخفى تفاصيل حيوية حول تفشي الوباء في هذا البلد”.

وأضاف بومبيو “على كافة الدول، بما فيها إيران، أن تقول الحقيقة حول فيروس كورونا وأن تتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية”.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الأميركي بعد إعلان أحمد أمير أبادي فراهاني، النائب عن مدينة قم التي ظهرت فيها أولى الإصابات والوفيات بالفيروس المستجد، أن عدد الوفيات ارتفع الأحد الماضي إلى “نحو 50 شخصا”.

ومنذ الإعلان في 19 فبراير عن أول حالتي وفاة بالفيروس المستجد في قم، المدينة المقدسة لدى الشيعة والتي تستقطب حجاجا وعلماء دين من مختلف أنحاء العالم، تعهّدت الحكومة بمزيد من الشفافية بعدما طالتها اتّهامات بالتعتيم على الحصيلة الفعلية للمصابين والمتوفين بالفيروس.

ويبدو أن الفيروس ينتشر في مناطق أخرى من إيران، إذ تم تسجيل إصابة جديدة في كل من محافظات فارس وخرسان الرضوية وجزيرة قشم.

ورغم كونها بؤرة تفشي كورونا المستجد، لم تفرض السلطات بعد حجرا صحيا على قم، واكتفت حتى الآن بتعليق الأنشطة الدينية.

وحذر خبراء في مجال الصحة أن فيروس كورونا يمكن أن يتحول إلى وباء في الشرق الأوسط وذلك على خلفية عدم اتخاذ إيران التدابير اللازمة حيال هذه المرض المستجد إضافة إلى عدم مصداقيتها حيال العدد الفعلي للمصابين مما يربك جهود الدول المجاورة في منع تفشي الفيروس.

وترى المصادر ذاتها أن الشرق الأوسط يعتبر المكان المثالي لتوليد الوباء، مع التدفق المستمر للحجاج المسلمين من جميع أنحاء المنطقة إلى الأماكن المقدسة في إيران والعراق، فمئات الآلاف يسافرون كل عام لزيارة الأماكن المقدسة الشيعية، وفي يناير وحده، عاد 30 ألف شخص إلى أفغانستان قادمين من إيران، ولا يزال مئات آخرون يقومون بالحج إلى قم، موقع تفشي المرض، كل أسبوع، حسب المسؤولين الأفغان.

كما تم تسجيل إصابات جديدة في الجزائر، حيث أعلنت وزارة الصحة عن أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس المستجد، وهي إصابة ظهرت على إيطالي وصل البلاد يوم 17 فبراير وتم وضعه في الحجر الصحي

العرب