تسبب ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد في المملكة المتحدة بحالة من الذعر في جميع أنحاء العالم، فألغت عشرات العواصم الرحلات الجوية مع البلد الذي صار معزولا، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية أن هذه السلالة الجديدة ليست “خارج السيطرة”.
يأتي ذلك بينما وصلت أعداد الإصابات المؤكدة بالفيروس في العالم، وفقا لموقع “ورلد ميتر” (Worldometers) المتخصص في رصد إحصاءات كورونا، إلى 77 مليونا و740 ألفا و380 إصابة عند الساعة 10:30 بتوقيت مكة المكرمة (07:30 بتوقيت غرينتش).
وقد بلغت أعداد المتعافين 54 مليونا و619 ألفا و686، في حين تجاوزت أعداد الوفيات حاجز 1.7 بواقع مليون و709 آلاف و474.
أعداد الوفيات تجاوزت 300 ألف حالة في الولايات المتحدة (الفرنسية)
أرقام وإحصاءات
وفي الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا بالوباء، سجلت السلطات الصحية 18 مليونا و473 ألفا و716 إصابة، في حين بلغت أعداد الوفيات 326 ألفا و772.
وفيما يخص اللقاحات، تلقت ممرضة في ولاية كونيتيكت الأميركية يوم أمس الاثنين لقاح شركة “مودرنا” (Moderna) أمام الكاميرات مؤذنة ببدء حملة التطعيم بواسطة هذا اللقاح الجديد الذي تمت الموافقة عليه الجمعة.
وفي الهند الدولة الثانية من حيث عدد الإصابات، بلغت الحالات 10 ملايين و75 ألفا و422 إصابة، في حين سجّلت السلطات 146 ألفا و145 حالة وفاة.
وهو أقل عدد إصابات يومية منذ الثالث من يوليو/تموز الماضي. وقد انخفضت الإصابات اليومية بشكل مطرد في الهند منذ ذروتها في سبتمبر/أيلول، رغم موسم الأعياد المزدحم الشهر الماضي.
وفيما يخص السلالة الجديدة للفيروس، استمرت دول في جميع أنحاء العالم في اتخاذ إجراءات مشددة بعد إعلان السلطات البريطانية يوم الأحد فقدان السيطرة على انتشار السلالة الجديدة من الفيروس.
وبعد أن شملت هذه الإجراءات تعليق الرِحلات إلى بريطانيا، ذهبت دول عدة إلى إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية في إطار مواجهة الفيروس.
وأدت طفرة الفيروس إلى إغلاق حدود العديد من الدول مع المملكة المتحدة قبل أقل من أسبوعين من خروجها من السوق الأوروبية الموحدة، مما أدى إلى حدوث فوضى في الموانئ لا سيما ميناء دوفر، ومخاوف بشأن توريد المنتجات الطازجة خلال أسبوع عيد الميلاد.
وأعلن ميناء دوفر الذي تمر عبره المنتجات القادمة من فرنسا على وجه الخصوص، إغلاقه أمام حركة المرور الصادرة من المملكة المتحدة بعد أن قررت عدة دول، من بينها فرنسا وكندا، الأحد تعليق جميع الرحلات من الأراضي البريطانية لعدة أيام.
لكن هذه التطورات لن تؤثر على سلاسل الإمداد في المملكة المتحدة التي لا تزال “صلبة” وفق ما أكد رئيس الوزراء بوريس جونسون أمس.
وصرح جونسون للصحفيين بأن “التأخير لا يشمل سوى نسبة محدودة جدا من المواد الغذائية التي تدخل المملكة المتحدة”.
وسيحاول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء ضمان تجانس الإجراءات التي أعلنتها الدول الأعضاء لمنع وصول الوافدين من المملكة المتحدة، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي أوروبي.
وأوضح المصدر أن اجتماعا طارئا للآلية الأوروبية للرد على الأزمات عقد في بروكسل أتاح “تحديد مختلف الخيارات لإعادة فتح الحدود في شكل منسق مع إجراءات مشابهة”.
قيود وتقديرات
وخارج الاتحاد الأوروبي، كانت تلك أيضاً الحال في الكويت وإيران وسويسرا والسلفادور وإسرائيل، بعد أن علقت هذه أيضا رحلاتها مع جنوب أفريقيا حيث ظهرت طفرة جديدة أيضًا للفيروس.
وعلقت السعودية جميع الرحلات الجوية الدولية وكذلك الدخول إلى موانئها. وأوقفت كندا والأرجنتين وكولومبيا وتشيلي الرحلات الجوية القادمة من المملكة المتحدة.
يأتي ذلك بينما قال بريت غيروار مساعد وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي، إن السلالة الجديدة من كورونا ظهرت منذ شهر سبتمبر/أيلول وليس الأسبوع الماضي.
وعبّر الوزير في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN)، عن قلقه من انتشار هذه السلالة رغم التقديرات بأنها ليست أكثر فتكا، مشيرا إلى أنه لا توجد حقائق تدعم ذلك، كما لا توجد أسباب تدفع لتصديقها.
أما كبير مستشاري برنامج التطعيم الحكومي منصف السلاوي، فيتوقّع أن تظهر التجارب المخبرية أن السلالة الجديدة ستستجيب للقاحات والعلاجات الحالية.
وأضاف “ما هو واضح هو أنه ليس مسبباً أكثر للمرض”، مما يعني أنه لم يثبت أنه يسبب مرضا أكثر خطورة.
طمأنة واختبارات
أما منظمة الصحة العالمية فقد أكدت أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد التي تم اكتشافها في بريطانيا تنتشر بوتيرة أسرع، ولكنها قابلة للسيطرة عليها مثل باقي السلالات الأخرى المعروفة للفيروس.
وقال مايك ريان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بالمنظمة في مؤتمر صحفي إن “الوضع ليس خارج عن السيطرة، ولكن لا يمكن تركه ينتشر”، وحث الدول على تطبيق الإجراءات الصحية التي سبق تجربتها واختبارها.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن كل 10 أشخاص مصابين بالسلالة الجديدة من الفيروس يمكن أن ينقلوا العدوى إلى 15 آخرين في المتوسط، في حين أن معدل انتقال العدوى بالسلالات المعروفة سابقا في بريطانيا يصل إلى 11 شخصا.
من جانبه، قال رئيس شركة “بيونتك” الألمانية، أوغور شاهين، لوكالة الأنباء الألمانية إن الشركة اختبرت بالفعل اللقاح ضد 20 نوعا من السلالات المختلفة وحققت استجابة مناعية ناجحة أدت إلى تعطيل الفيروس.
وقال شاهين إن السلالة الجديدة هي طفرة أقوى وسيتم اختبار اللقاح ضدها خلال الأسبوعين المقبلين.
المصدر : الجزيرة + وكالات